تحفل كل منطقة مأهولة ومسكونة من مناطق الجزيرة العربية بتراث وأثر تاريخي وجغرافي حافل بخلاف ما طمر منها واندثر من أماكن كبيرة على مر التاريخ وأحقابه المختلفة. وحفلت الأماكن في الجزيرة العربية بوجود أمرين مهمين نشطا طرقها على مدار التاريخ وهى الطرق التجارية وطرق قوافل الحجيج. وإذا كانت طرق التجارة قد نالت بعض النصيب من الدراسات التاريخية فإن طرق الحجيج التي تمر في كثير من المناطق والبلدان والمدن والقرى لم تنل النصيب من الدراسات. فكل بلدة وقرية ومنطقة لها طرقها وأسلوبها في كيفية الانطلاق إلى الديار المقدسة. وقد بذل شيخنا العلامة حمد الجاسر عليه شآبيب الرحمة جهداً كبيراً في نشر ما يتعلق ببعض هذه الجوانب من خلال نشرة للرحلات القديمة وخصوصاً القادمة إلى الحجاز من جهات الشام وبلاد المغرب مع تحقيق هذه الأسماء والمواضع. ومعروف أن المناطق والقرى المختلفة في أرجاء الجزيرة العربية لها مواضع معينة يجتمع فيها الحجيج مع القيام بترتيبات مختلفة للانطلاق إلى الديار المقدسة والوصول إلى هناك وقد يستغرق التنقل ثلاثة أشهر أو أكثر وعلى حسب قرب المكان من البلد المقصود. وقد تكتب الوثائق اللازمة والوصايا المختلفة لمن أراد أداء هذه الفريضة قبل انطلاقته نظراً للمخاطر التي تكتنف ذلك. والتساؤل هنا هل يقوم الباحثون من أهل هذه المناطق أو الجهات البحثية والأكاديمية بعمل مشروع وطني متكامل للتعرض لهذا الجانب المهم وتوثيق الأماكن والنصوص والوثائق المختلفة لانطلاق الحجيج من كافة مناطق المملكة المختلفة اليوم !! ليتبين للتاريخ وللأجيال الحاضرة والقادمة الفرق بين الخوف والأمن وبين الأمس واليوم!!!