يقوم معالي المهندس عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء مساء يوم غد الخميس بجولة تفقدية لمشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول بالمملكة، وذلك بمحافظة ضرماء والذي تشرف عليه جامعة الملك سعود ممثلة بمركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء وبحضور معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل ووكلاء الجامعة والمشرف على مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ وعدد من المسؤولين. أوضح ذلك المشرف على مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء الأستاذ الدكتور عبدالملك آل الشيخ الذي أكد أن صدور توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بأن يتشرف مشروع حصد وخزن مياه الأمطار في المملكة بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يحفظه الله أطيب الأثر في نفوسنا جميعاً وقد أسعدنا وشكل حافزاً قوياً لنا لمزيد من الجهد والعطاء بعون الله سبحانه، فاسم خادم الحرمين الشريفين يرتبط بكل عمل مخلص ومعلم بارز من معالم النهضة التنموية المتكاملة التي شهدتها المملكة سائلين الله عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية، وقال إن الهدف من المشروع يأتي انطلاقاً من الحرص على الاستفادة القصوى من مياه الأمطار في المملكة، حيث الظروف المناخية القاسية السائدة والتي تجعل المملكة عرضة لسنوات طويلة من الجفاف تتخللها بعض الفترات القصيرة ذات الأمطار الغزيرة التي تسيل على إثرها الأودية والشعاب، مما يحتم ضرورة الحد من فقدانها بالتبخر والاستفادة منها. ويأتي الدافع قوياً لتنفيذ المشروع بعد أن أثبت نجاحه في العديد من الدول ذات المناخ المشابه لمناخ المملكة وبعد أن نفذ من قبل العديد من المنظمات الدولية، مما استدعى ضرورة الاستفادة من هذه التجارب الرائدة ومحاولة تطبيقها في المملكة وتطويرها بما يتناسب مع الظروف السائدة، وكذلك الاستفادة من تقنيات وأساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول بالمملكة لتأمين المياه لسكان البادية وسقيا الماشية وتوفير بيئة نباتية تخفف من تأثير الظروف المناخية القاسية وتشمل خطة تنفيذ المشروع على مرحلتين تجريبيتين والثانية تنفيذ المشروع في مناطق المملكة، ذلك باستخدام أسلوبين رئيسيين من أساليب حصد وخزن مياه الأمطار هما إنشاء غدران صناعية (حفائر تخزينية) لكي يتم تحويل جزء من مياه الأمطار في أوقات توفر مياه الجريان السطحي نحو الحفائر لتملأها وتصبح مورداً لمياه الشرب وأغراض أخرى مثل سقيا المواشي وغيرها مع توفير بيئة نباتية تحيط بهذه الغدران لتخفيف تأثير الظروف المناخية القاسية وللرعي والترفيه. وقد تم تحديد مواقع الغدران الصناعية بعناية فائقة بعد دراسة الظروف المناخية والوضع الطبوغرافي والبيئي والاتجاه الآخر هو محاولة الاستفادة من المياه المحتجزة خلف السدود بحقنها من خلال آبار تغذية اصطناعية تحفر في بحيرة السد بمواصفات مناسبة لعملية التخزين. وقد تم أيضاً اختيار عدد من السدود الملائمة لهذا الغرض وإجراء التجارب العلمية عليها للتأكد من إمكانية تطبيق هذه التقنية قبل تعميمها في مناطق أخرى وقد تم تشكيل الفريق العلمي للمشروع. وأضاف الدكتور آل الشيخ أنه تم اختيار المواقع المناسبة لتنفيذ ثلاثة غدران اصطناعية في ضرماء والخرج ومفرق تمير وثلاثة مواقع لخزن المياه خلف السدود في العلب وحريملاء والحريق. وأشاد الدكتور آل الشيخ بالدعم الكبير الذي يلقاه المشروع من صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير إذ تكفل سموه بكافة الأعمال الإنشائية للغدران الصناعية وكل ما تتطلبه من آليات ومعدات وفنيين، وفي هذا الدعم الكريم تعبير عن حرص سموه على المساهمة الفعالة في هذا المشروع وقناعة بجدواه وأثره النافع على المجتمع، كما حظي المشروع بدعم وزارة المياه والكهرباء ومساندتها في التحضير له وفي إًصدار الرخص لحفر الآبار خلف السدود وفي دعوة المواطنين للتعاون والتنسيق مع المركز بشأن تنفيذه في مواقع جديدة.