لقد أصبح الحديث عن النقلة النوعية لمدينتنا المتوهجة الرياض هو العامل المشترك في جلّ مجالسنا، وبجانب الكثير مما تحقق بفضل الله ثم بالجهود المخلصة لمعالي الأمين ولزملائه، ولما عرفوا به من الجدية في العمل والاستماع إلى كل صاحب رأي، ولكون القصور من سمات العمل البشري، ولايصال صدى أحاديث تلك المجالس لمن يهمه الأمر، نعرض فيما يلي إيجازاً لبعض السلبيات التي نرى انها شوهت مدننا وأعاقت انضمامها إلى منظومة المدن الإنسانية. خصوصية الأحياء فقد الكثير من سكان الأحياء الراقية في مدينتنا لأهم عناصر السكينة والهدوء وذلك بسبب السماح ببناء عمائر سكنية في أحيائهم ما أثر في التركيبة السكانية والاجتماعية من حيث الكثافة والنوعية، فأصبحنا كسكان نجاور الضوضاء من كثرة المركبات والقاطنين، ولن تستغرب من وجود فيلا أو قصر في حي راق وبجواره عمارة سكنية يشاطره ساكنوها حياته الاجتماعية ما أفقده أهم ميزة أغرته بدفع الغالي والنفيس لمنزل العمر (حي الخزامى مثالاً). ألم يكن من المناسب أن يتضمن المخطط العام للمدينة أحياء مخصصة لبناء العمائر السكنية فقط (ZONING) على أن تطبق فيها معايير تناسب تركيبة الحي من حيث عدد السكان وتسهيل حركة ومواقف المركبات للساكنين والزائرين على أن يتم تخطيط جميع الشوارع الداخلية بحيث تناسب خصائص هذه الأحياء؟ الحي السكني والنشاط التجاري يلاحظ كل مقيم أو زائر لمدننا «الرياض نموذجاً» غياب أنظمة تحدد مواقع النشاط التجاري خصوصاً الصغير منها (البقالات والمطاعم) غير مدروس، بل عشوائي ما أوجد تداخلاً بين الأحياء السكنية. والنشاط التجاري، ولا يخفى ما لذلك من آثار سلبية عديدة (اجتماعية وأمنية) على ساكني تلك الأحياء، (حي الخزامى مثلاً). ألم يكن من الأولى عند تخطيط الأحياء تخصيص أرض في أطراف الحي (بلك) يتم البناء فيها لجميع الخدمات التجارية للحي السكني وفي ذلك ايجابيات كثيرة لا تخفى على الجميع؟ سعد بن عبدالعزيز المقيرن ندوب تشوه مدينتنا عند تجوالك في أغلب الشوارع التجارية في الرياض فستعجب من تشويه واجهات المباني بتلك اللافتات (لوحات) لأسماء المحلات والمكاتب، حيث تم طمس وتشويه تلك المباني ما انجز بالتالي على كامل المدينة بطريقة لا تسر، وأكاد أجزم بتفرد مدننا وقرانا بهذه الرزية (شارع التخصصي مثالاً). من المعلوم أن هنالك هيئة عالمية معروفة (International sign Association) تعطي المواصفات والمقاييس لنظام اللوحات الإرشادية وهو المتبع في كثير من المدن العالمية. فلتلك اللافتات مواصفات فنية محددة من حيث المقاس والشكل والموقع بحيث لا تطمس الواجهة المعمارية للمبنى وإن تم وضع تلك اللوحات الخارجية على واجهات المباني فهي في أضيق الحدود، إلى جانب الاعتماد على لوحة كبيرة بمقاس محدد في مدخل كل مبنى بحيث يتم ايضاح اسماء وأرقام جميع المكاتب كمعلومة ارشادية. فهل نحلم بايجاد نظام جديد يزيل تلك التشوهات ويعيد لنا واجهات المباني بشكلها المعماري كما يجب أن تكون.؟ إدارة المدينة ومجالس الأحياء: لقد تمددت أحياء الرياض بشكل أصبح من الصعوبة بمكان ادارتها من خلال جهة ادارية واحدة، لذا يجدر دراسة توزيع الرياض إلى عدة ادارات بلدية محلية واعطاؤها كامل الصلاحيات في ظل نظام تنظيمي واحد ما يسهل على الكثير من سكان المدينة انهاء أعمالهم ذات العلاقة، وما يخلق بيئة تنافسية بين تلك الادارات تساعد على تحقيق أهداف الأمانة. وكذلك دراسة إنشاء مجالس احياء لادارة وتطوير الأحياء وقياس الأداء لعمل الأمانات (البلديات)، ما يساعد على التواصل مع سكان الأحياء إلى جانب تحقق أهداف اجتماعية أخرى كالتحفيز على العمل الاجتماعي التطوعي وتدريب النشء من خلال المشاركة في ورش عمل تساعد على خلق جيل يمارس الحوار ويقبل الاختلاف ويعيش ايجابياته. مما لاشك فيه ان الغايات الكبيرة لا تتحقق إلا بالعزيمة وتضافر جهود الجميع، ومن المعلوم أيضاً مدى ما تواجهه الأمانات من مصاعب مع الكثير من العناصر المشاركة في إحداث تلك التغييرات، والتي من أهمها الأنظمة القائمة خصوصاً ما يتعلق منها بالنشاط العقاري في المدينة. ولكن أملنا كبير في مواصلة الجهد لإحداث تلك التغيرات المفصلية والتي هي جزء مهم ومكمل للجهود المباركة لأمانة مدينة الرياض في أنسنة الرياض.