عقد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري، اجتماعا مع أعضاء المجلس العسكري أمس لبحث عدد من الموضوعات في مقدمتها التوترات التي تشهدها مصر في ظل الانفلات الأمني وتزايد عمليات السطو والبلطجة والسرقة والأحداث المتصاعدة منذ الأربعاء الماضي بعد مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة المئات عقب مباراة في كرة القدم بين فريقي الأهلى والمصري في بورسعيد الأربعاء الماضي. وبحث الجنزوري مع المجلس العسكري الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة هذا الوضع الأمني، بالتعاون مع القوات المسلحة، وأيضا الإجراءات التي تمت خلال الأيام الماضية لمواجهة المشكلات التي تواجه المواطنين. وتواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين بشارعي منصور وفهمى حول وزارة الداخلية على نحو متقطع ، بعدما شكل عدد كبير من المتظاهرين جدارا بشريا للفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين، كما وضعوا الأسلاك الشائكة والحبال، ومنعوا مرور أي شخص أو إلقاء الحجارة على قوات الأمن الموجودة بالشارع، فيما تناثرت أطنان من الحجارة جرى استخدامها في التراشق بشارعي منصور ومحمد محمود، وانشغل عدد من المتظاهرين بجمع فوارغ القنابل التي أطلقتها قوات الأمن المركزى، كما قاموا بجمع فوارغ طلقات الخرطوش. وتسبب الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز من قبل قوات الأمن المركزي في اندلاع حريق بثلاثة محلات أسفل عقارات بشوارع فهمي ومحمد محمود ونوبار، وقامت قوات الإطفاء بالسيطرة على الحرائق وتمكنوا من إخمادها، فيما تطوع عدد كبير من المتظاهرين لمساعدة أهالي المنطقة وأصحاب المحال في إفراغ ما تبقى من محتويات المحال المحترقة. متظاهرون يرشقون رجال الشرطة بالحجارة في القاهرة. (أ.ب) كما تم تحطيم محتويات أحد محال أجهزة الكمبيوتر بشارع نوبار نتيجة الاشتباكات العنيفة التي وقعت الليلة قبل الماضية بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالى المصابين في اشتباكات محيط وزارة الداخلية بلغت 2532 حالة خلال يومين. وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أنه تم إسعاف 1234 مصابا في مكان الأحداث من خلال سيارات الإسعاف المتواجدة في محيط وزارة الداخلية وميدان التحرير، كما تم إسعاف 237 حالة من خلال العيادات المتنقلة المتمركزة بالقرب من ميدان التحرير. وأشار البيان إلى أن إجمالى حالات المصابين الذين تم تحويلهم إلى مستشفيات وزارة الصحة والجامعية بلغت 437 حالة، تم خروج معظمهم وحالتهم مستقرة، وأن إجمالى الحالات التى تم إسعافها بالمستشفى الميداني بالتحرير بلغت 455 حالة، والحالات التي تم إسعافها من خلال المستشفى الميداني بكنيسة قصر الدوبارة بلغت 179 مصاباً. وأكد أحد أطباء المستشفى الميداني بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير سقوط حالة الوفاة الثالثة بالقاهرة لشاب في العشرينات من عمره في الساعات الأولى من صباح أمس نتيجة إصابته بطلق ناري حي بالرأس، وأن أطباء المستشفى حاولوا إسعافه بمستشفى ميداني لكن لم ينجحوا في ذلك. وتمكن عدد من المتظاهرين بميدان التحرير من إلقاء القبض على أحد الأشخاص المشاركين في إشعال النيران في مبنى مأمورية الضرائب المقابل لوزارة الداخلية في وسط القاهرة، حيث كان الآلاف يتظاهرون الليلة قبل الماضية. وفي سياق متصل شهد ميدان التحرير هدوءا وانتظاما في حركة المرور في ظل غياب اللجان الشعبية المسؤولة عن تأمين المرور، كما انخفضت أعداد المتظاهرين بالميدان بشكل ملحوظ ولم يشهد سوى تجمعات لأعداد قليلة. وفي محافظة الدقهلية واصل عدد من الشباب غير المعروف انتماؤهم، هجومهم على مديرية أمن الدقهلية وقسم أول المنصورة، ووصل إجمالي الإصابات في صفوف الأمن 22 إصابة من بينهم أربعة ضباط و18 مجندا. إلى ذلك طرح سامح عاشور نقيب المحامين، نائب رئيس المجلس الاستشارى، مبادرة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية وللقضاء على الانفلات الأمني الذي تسبب في وقوع العديد من الأحداث الدامية منذ انطلاق ثورة 25 يناير. وأطلق «عاشور» على مبادرته اسم «مبادرة الشرطة المدنية» في ظل الحالة الأمنية المنفلتة والناتجة عن سوء تخطيط أو إهمال أو تقصير أو تواطؤ من القيادات الأمنية بوزارة الداخلية، موضحا أن ما نتابعه من سقوط لضحايا جديدة كل يوم كنتيجة حتمية لتلك الحالة الأمنية الممزقة يتطلب وقفة جادة لإحلال الأمن من جديد. وتقوم المبادرة على 3 نقاط هي تطهير وزارة الداخلية من كافة المنتمين للنظام السابق أيا كانت رتبهم ووظائفهم، والدفع بدماء جديدة وقبول دفعات استثنائية من الحقوقيين والقانونيين والخبراء الأمنيين الراغبين في العمل وفق أهداف هذه المبادرة وتنفيذ بنودها، والتأكيد على أن وزارة الداخلية هيئة نظامية مدنية مهمتها فقط حفظ الأمن واحترام الحقوق والحريات العامة، مشيراً إلى أن نقابة المحامين تقبل جميع الاقتراحات في هذا الشأن من جميع المعنيين لإدخال هذه المبادرة حيز التنفيذ فورا.