ارتفعت أسعار الذهب والبلاتين إلى أعلى مستوياتها منذ 11 أسبوعا أمس الجمعة مدعومة بانتعاش طفيف لسعر اليورو لفترة وجيزة ما زاد الإقبال على المعدنين النفيسين قبيل صدور بيانات العمالة الأمريكية المرتقبة. وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية 0.1 في المائة إلى 1760.44 دولار للأوقية بعد ارتفاع في وقت سابق إلى 1762.4 دولار للأوقية وهو أقوى مستوياته منذ 17 نوفمبر، وسجل البلاتين 1631.50 دولار للأوقية ثم تراجع قليلا إلى 1627.38 دولار دون تغير يذكر عن الجلسة السابقة. من جانبه قال تقرير اقتصادي متخصص إن أسعار الذهب ستعاني انخفاضات خلال النصف الأول من العام الحالي لسببين رئيسيين أولهما استمرار أزمة الديون السيادية الأوروبية وثانيهما تذبذب سعر صرف الدولار. وأضاف التقرير الصادر عن مؤسسة (جي.اف.ام.اس) البريطانية المتخصصة في دراسات المعادن الثمينة إنه بعد ارتفاع قدره 28 في المائة لأسعار الذهب في عام 2011 فإن الأسعار لن ترتفع بالشكل المتوقع خلال النصف الأول خاصة أن أزمة ديون أوروبا بعيدة جدا عن الحل. وأوضح أن أسعار الذهب خلال النصف الأول من العام الحالي ستدور حول 1640 دولارا للأونصة الواحدة بسبب تأثر السيولة النقدية حول العالم بالأزمة الأوروبية ومؤشرات على تخلي الصين عن التعامل بالدولار بسبب التذبذب في سعر صرفه مقابل اليوان وما يترتب على ذلك من تضخم كبير تتحمله الصين. ولفت التقرير إلى أن سعر الذهب لن يستمر في التذبذب حتى آخر العام بل إن هناك توقعات في أن تقفز الأسعار إلى 2000 دولار للأونصة بنهاية 2012 وبداية 2013 بسبب استمرار التضخم المتوقع حول العالم وانخفاض معدلات الفائدة إلى نسب «صفرية» لمعظم الدول المتقدمة ما يفقد المستثمرون الثقة بالعملات العالمية الرئيسية ولجوئهم إلى الذهب كملاذ آمن ضد التضخم والكساد الاقتصادي. وأشار إلى أن أسعار الذهب من الممكن أن تنخفض على المنظور بشرط تعافي العالم نهائيا من الأزمة المالية العالمية التي يعانيها منذ 4 سنوات وحتى الآن وظهور اقتصاديات جديدة نشطة، ومتى ما تم ذلك فإن الاستثمار بالذهب سيتلاشى. وبين أن البنوك المركزية اشترت الذهب بكميات كبيرة لسبب آخر وهو دفع اقتصادياتها المحلية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فيما تصدره تلك البنوك من سندات خزانة حكومية تكون مدعومة بمعدن ثمين كالذهب إلى جانب احتياطياتها من سلة العملات. وذكر التقرير أن كل تلك العوامل أدت إلى زيادة إنتاج مناجم الذهب بنسبة 4 في المائة خلال 2011 مع وجود مشاريع بحث وحفر جديدة تلبية للطلبات المتزايدة على المعدن الأصفر التي ستزيد من سعره في نهاية العام الجاري وبداية 2013. وزادت إجمالي المبيعات للذهب حول العالم بكل فروعه الاستثمارية بنسبة 20 في المائة في 2011 مسجلة رقما قياسيا جديدا بلغ 80 مليار دولار بدعم من الطلب الفعلي على الذهب بصافي 1200 طن بعد بلوغ الصفقات المسجلة في بورصة كومكس الأمريكية حوالي 90 ألف صفقة خلال العام الماضي.