"يا أخي سبحان الله تذكر عبدالعزيز خوينا في الثانوية اللي كنا نغششه صار عنده بنتلي وفيلا وشركة.. والله حظوظ".. هذا حال كثير من الشباب الذين سبقهم قطار الحظ، وقليل من الواسطة، وبعض من الشطارة عندما ينظرون الى أصحابهم الذي خدمهم ذكاؤهم وأهاليهم في إقامة مشروعات ضرب معهم الحظ فيها كما يعترفون، وبدأت تطفو هذه المقارنات في الوقت الراهن بعد أن اتسعت الفجوة بسبب البطالة، إلاّ أن مختصين ذكروا أن أبواب سوق العمل مفتوحة أمام الجميع، وبإمكان "الطفارى" إثبات قدراتهم الفكرية والمهنية بالدخول إلى عالم المال والأعمال، مقدمين جملة من النصائح التي يجب اتباعها، إلى جانب أن الدائرة تتسع للجميع، وليست محصورة على من ورث مالاً أو حقق مناصب إدارية؛ بسبب تعليمه، أو الواسطة التي جعلته يسيطر على المال. نايف الهدي مصطلحات الأغنياء وذكر "فهد الأحمد" عبارة في مستهل حديثه قائلاً:"أنت مو أنت.. وأنت طفران"، مبيناً أنه ضد الحسد ومن كسب من عرق جبينه "الله يهنيه"، إلاّ أنه طالب بتضيق الهوّة بين الأغنياء ومن دونهم حتى لا يقع المجتمع في مشكلة الطبقية التي تحدث في كثير من دول العالم، مما جعل الحسد ينتشر بين الناس، موضحاً أن "الطفارى" والمحرومين" والمعدومين" و"الكحيانين" هي مصطلحات يطلقها أبناء الطبقة الغنية على من دونهم، وهذا يسبب الكثير من الحساسيات بين "عيال النعمة" وغيرهم. جيوب فارغة ووصف "أمجد السعد" من يعيش بجيوب فارغة أنه "مع نفسه"، مضيفاً:"أنا أحاول أن لا أتعامل مع الجميع بالماديات، ولكن أدعو الشباب أن يضعوا ميزانيات شهرية لإيراداتهم ومصروفاتهم، خاصة من ذوي الدخول المتدنية، حتى يتقوا شر تقلبات المصاريف الطارئة"، مبيناً أن وضع الميزانية الشهرية سيؤمن لهم الحد الأدنى من السلامة، ولو إلى آخر الشهر، مستبعداً إمكانية الادخار لكثرة المصاريف. محاولة مقارنة وأشار "صالح" أن العديد من الشباب الذين على "قد الحال" هم من جعل هناك هوّة بين الأغنياء والأقل منهم؛ بسبب تراكم ديونهم ومحاولتهم الوصول إلى مستوى الأغنياء، من خلال تحمل الديون وشراء السيارات الكشخة والجولات الجديدة، إلاّ أنه في نهاية الأمر لا يملك شيئاً ما جعل كثيراً منهم خلف القضبان ولسان حالهم يقول "جاء يكحلها فأعماها". استعراض "الطفارى" وأوضح "أحمد فهد" أن كثيراً من الشباب يقفون أمام آلات الصراف الآلي، من أجل "الترزز" أكثر من مرة في اليوم الواحد، وليس لذلك علاقة بالتوفير، بل لأجل أن يستعرضوا أمام زملائهم، خصوصاً من تربطهم بهم علاقة من أبناء الأغنياء، ويحاولوا عكس صورة كاذبة أن حالهم أصبح أفضل من الماضي، مشيراً إلى أن تقليد الماركات العالمية وسيلة الطفارى لمواكبة تقليعات الأغنياء، ومحاولة عكس صورة كاذبة أن حالهم أصبح أفضل من السابق بكثير. العبرة بالمضمون وأكد "محمد الحامد" على أنه لا فرق بين الغني والفقير سوى المظهر الخارجي من حيث اللبس والسيارة والسكن، مبدياً عدم اهتمامه بذلك، إلاّ أن الأهم من ذلك المضمون حيث العادات والتقاليد الحميدة، وغيرها أهم من كل ما تملكه من متاع الدنيا، مضيفاً:"عندما أنظر إلى الأغنياء أقول: اللهم زدهم خيراً وارزقنا معهم"، مبيناً أن نظرة الشخص متوسط أو محدود الدخل للأغنياء لا بد أن تكون نظرة سليمة وبعيدة عن الحسد، منوهاً بأهمية الاجتهاد في طلب الرزق، مستشهداً بأصحاب الشركات العالمية الذين كانوا من متوسطي الدخل، وبعضهم من محدودي الدخل، مطالباً بالنظر إلى الأغنياء من باب التحدي والعمل على الوصول إلى مثل ما وصلوا إليه، وليس من أجل الحقد والحسد. مقارنات اجتماعية وأشار فضيلة الشيخ "نايف الهدي" -مدير مركز حي الحزام الذهبي للتنمية الاجتماعية- إلى أن المقارنة بين الأغنياء ومحدودي الدخل بدأت تطفو على السطح خلال الفترة الأخيرة من خلق المقارنات الاجتماعية والمادية بين أفراد المجتمع، خاصة في ظل الطفرة الاقتصادية التي استفاد منها كثير من الأشخاص والعوائل التجارية، إضافة الى وجود أسباب اقتصادية عكسية على المتضررين من التضخم في الأسعار وارتفاع سقف الحياة المعيشية إلى درجة أن عدداً كبيراً من الأسر اصبحوا قريبين من خط الفقر، مبيناً أن الأسباب النفسية التي تصل بالشخص إلى الحسد، تتمثل في البعد عن الإيمانيات، وعدم الرضا بقضاء الله وقدره على عباده، وعدم اجتهاد العبد إلى طلب الرزق، وأمور أخرى، تدخل الانسان في دهاليز الحسد والغير غير المحمودة، مما يتسبب بإصابة الشخص نفسه بأعراض نفسية وقهرية قد تصل إلى حد المرض النفسي وهو ما يجب أن يتنبه إليه الشخص مبكراً. ونوه إلى أهمية أن يكون الغني متواضعاً وصديقاً وأخاً لمن هو أقل منه مادياً، مشدداً على أهمية العيش دون وجود طبيقية في العلاقة وحكر الغني علاقاته الاجتماعية على الطبقة التي ينتمي إليها مادياً، دون وضع أي حواجز في العلاقات الاجتماعية، داعياً إلى أهمية العمل والاجتهاد في طلب الرزق دون تكبر أو تغطرس على العمل في ظل ما ينعم به المجتمع من فرص للعمل والرزق بشكل يستعجب منه كثير ممن هم قريبون من القطاع الخاص، مشيراً إلى أن الفرصة متاحة أمام الشباب بالدخول إلى سوق العمل من أوسع أبوابه في ظل الإمكانات التي يتمتع بها الشاب السعودي عن غيره من الشباب، منوهاً بوجود العديد من البرامج والصناديق التي تتبنى افكار الشباب للدخول إلى عالم المال والاعمال.