غاب رباعي الهلال الأجنبي، ولحق بهم الفريدي والظروف المصاحبة لغيابه، وأصيب نامي والمرشدي وخيرات لتأتي الفرصة لسالم الدوسري وسلطان البيشي وسلمان الفرج ومحمد القرني وعبدالله الدوسري، في قرار فرضته الظروف في يناير 2012 ليؤكد متانة وصلابة القاعدة الهلالية، وإنجابها للمواهب الوطنية التي تدافع عن شعار الوطن في المحافل الوطنية وشعار فريقها في منافساته المحلية والخارجية حتى بات "الزعيم" صديقا دائما لمنصات التتويج. فما أجملها من ظروف تلك التي قدمت هذه الكوكبة من المواهب، وأتاحت لهم الفرصة التي ربما تتأخر لعدة سنوات في ظل اعتماد الأندية على اللاعبين الأجانب، وعدم ثقتها في اللاعب السعودي. الظروف الجميلة التي قدمت النجوم الشبان كشفت لنا أنصاف المدربين أمثال توماس دول الذين يرفضون النجاح باعتمادهم على الأسماء فقط لا على العطاء من خلال عدم إتاحة الفرصة للوجوه الصاعدة، التي تنتظر فرصتها في المشاركة، فلم يكن أحد من الهلاليين بشكل عام، ومسيري النادي على وجه الخصوص يخطط أو يتوقع مثل هذه الظروف الجميلة التي أتمنى أن تمر على جميع أندية الوطن لنشاهد أمثال هذه الكوكبة في النصر والاتحاد والأهلي والشباب، وجميع الأندية لتأخذ فرصتها وتنتشل الكرة السعودية لتعود لسابق عهدها في زمن أهدرت أموال الأندية على جلب أجانب دون المستوى، أو لاعبين محليين أمثال خالد عزيز وعبده عطيف ووليد الجيزاني ومالك معاذ. الظروف الجميلة التي يعيشها الهلاليون هذه الأيام تفرض على مسيري النادي إعادة النظر في التعاقد مع اللاعبين الأجانب الذين يستحوذون على نسبة كبيرة من مداخيل النادي، وهم دون المستوى؛ فاللاعب الأجنبي لابد أن يكون أفضل من اللاعب السعودي، ويصنع الفارق، والهلال حاليا يحتاج إلى لاعبين أجنبيين فقط مهاجم صريح ومدافع متميز، والحال ينطبق على جميع الأندية، فلو نظرنا إلى جميع أجانب الدوري فعدد الذين يصنعون الفارق لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، ومن هنا أتمنى من اتحاد الكرة أن يعيد النظر في عدد اللاعبين الأجانب فعودة الكرة السعودية تحتاج إلى قرار يعيد الثقة للاعب السعودي، ويعطي الفرصة للاعبين الشبان فلو كان الرباعي الأجنبي في الهلال متواجد لما شاهدنا تلك الوجوه الشابة ولو مرت الظروف على جميع الأندية لشاهدنا عددا من النجوم، ومن وجهة نظري الخاصة فإن قرار تقليص عدد الأجانب في هذا الوقت بالذات هو أولى خطوات خارطة الطريق لعودة الكرة السعودية لسابق عهدها، فاللاعبون الأجانب أرهقوا الأندية مالياً وليسوا بأفضل من اللاعبين السعوديين. عمر اللاعب السعودي الافتراضي في الملاعب من 16 سنة إلى 28 سنة، ولم يتجاوز هذا العمر إلا عدد قليل جداً من اللاعبين، ولهذا فوجود أربعة لاعبين أجانب في كل ناد سيكون على حساب وجوه شابة تنتظر الفرصة.