هناك ظاهرة غريبة رافقت التصوير الفوتوغرافي منذ اختراع أول كاميرا حديثة عام 1814.. فقد اتضح أن بعض الناس يستطيعون (بمجرد التركيز الذهني) التأثير على المواد الكيميائية الحساسة في الأفلام ؛ فنظراً لحساسية الافلام الفوتوغرافية تحولت (بلا قصد) الى وسيلة لإثبات وجود طاقة كهروعصبية تخرج من الانسان .. وأقدم محاولة لطبع الأفكار على الألواح الفوتوغرافية ظهرت بالصدفة في اليابان عام 1910 حين تحقق الطبيب النفسي توموكيشي فاكوراي من قدرة احد المرضى على طبع ما يدور في رأسه على الواح التصوير . ثم جرب بنفسه طبع ما يدور في ذهنه بمجرد التركيز على الألواح الفوتوغرافية وإطالة النظر فيها.. ورغم أن التصوير كان في بداياته الأولى إلا أن فاكوراي نشر كتابا عن هذا الموضوع أثار اهتمام العالم ووضع اللبنة الأولى لما يدعى حاليا ظاهرة الثوتوجرافي أو ((Thoughtography !! والصور الملتقطة بهذه الطريقة تكون في العادة ضبابية (وشبحية) ولا ترتقي الى دقة الصور العادية - ولا أستبعد شخصياً حدوثها كنتيجة مباشرة لنشاط الدماغ الكهرومغناطيسي أو هالة كيرليان المحيطة بالإنسان والتي سبق وكتبتُ عنها ويمكن تصويرها بكاميرات طبية خاصة.. وكانت الفرنسية ماجي دونوا قد نشرت بين عاميْ 1920 و 1940 عشرات الصور الذهنية التي ادعت التقاطها من خلال وضع ألواح التصوير تحت مخدتها ليلا.. وفي عام 1962 ادعى الوسيط الامريكي تيد سيروس امتلاكه لهذه الموهبة . وحين اتهمته ولاية كلورادو بالنصب قَبِل الخضوع لمراقبة الدكتور جول ايزنبور (الذي كان يعمل مستشارا نفسيا في دنفر) وطبع صوراً ذهنية لما كان يراه في الشارع . وفي مناسبات عديدة (بين عاميْ 1956 و 1986) استعرضت سيدة تدعى مارجريت فليمنج قدرتها على طبع صور ذهنية مختلفة مجرد وضع الافلام على جبهتها !! أما هذه الأيام فيقدم يوري جيلر (وهو من أكثر السحرة شهرة في الغرب) عروضاً تتضمن توجيه كاميرا فورية الى رأسه والتقاط صور يحدد طبيعتها الجمهور !! ... على أي حال ؛ هذه الظاهرة الغريبة تقودنا للحديث عن ظاهرة حيوية لا تقل عنها غرابة .. فاليوم أصبح مؤكدا أن الأفكار التي تدور في رؤوسنا تملك طاقة عصبية وكهربائية يمكن رصدها وقياسها .. بل يمكن القول إنه كلما كانت الفكرة متقدة وملحة (ومركزة في مسألة واحدة) زادت القوة الكهربية المتولدة في دماغك وخلاياك العصبية .. وهذه الحقيقة تم التأكد منها بقياس فلطية الدماغ ورؤية المواقع المتقدة في رأسك - بل وحتى وصل جمجمتك بأسلاك خاصة لتشغيل "دينمو" صغير .. ورغم ضآلة هذه الطاقة إلا أن بعض العلماء النفسيين يحمّلونها مسؤولية الظواهر النفسية الخارقة - كالتخاطر وتأثير العين والحلم بالمستقبل وتحريك الأشياء عن بعد .. واليوم يؤمن قسم من علماء النفس أن ما نعتبره أشباحا أو أرواحا ليس سوى "طاقة دماغية" تخرج من المشاهد نفسه / بحيث يفترض أن تؤمن بالأشباح لتراها، وأن تتعرض لموقف محفز كي تظهر أمامك، وأن تصل لمستوى من التركيز بحيث يمكنك التأثير على المواد الحساسة في "نيجاتيف الكاميرا"... الخبر السيئ أن الكاميرات الرقمية الجديدة ألغت هذه الأيام تقنية الأفلام الكيميائية القديمة وقلصت بالتالي من تكرار ظاهرة الثوتوجرافي.. غير أنني - في نفس الوقت - لا أستبعد ابتكار "برنامج" خاص بهذه الظاهرة يمكن شراؤه قريبا من متجر (آبل ستور) بحيث تتمكن من تسجيل أفكارك وأفكار من حولك على هاتفك الجوال !!