لا يخفى على أحد الاهتمام البالغ الذي أولته حكومتنا الرشيدة للقطاع الصحي في البلاد، وما الميزانية الموجهة لوزارة الصحة هذا العام إلا دليل يتجلى خلاله ما رميت إليه حيث - وبلا مبالغة - وبلغة الأرقام تعد ميزانية القطاع الصحي ببلادنا هي الأكبر بالعالم. ومدينة الملك سعود الطبية أو ما كان يُعرف ب«مستشفى الرياض المركزي» يعد من أعرق وأقدم مستشفيات المملكة حيث انشئ عام 1376ه في عهد الملك سعود - رحمه الله - ومن ذلك الوقت وهو يقدم خدماته الجليلة للمواطن والمقيم وبات مقصداً للمراجعين من كافة مناطق المملكة فضلاً عن سكان الرياض، وإلى ذلك كان لهذا الصرح الشامخ نصيب من عناية واهتمام الحكومة وشهد مشاريع تطويرية على مدى 56 عاماً، وحظي قبل نحو ثلاثة أعوام بمشروع تطويري وتنموي هو الأضخم في تاريخه حينما وضع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس لأبراج تضمنت برجاً للأمراض الباطنة والمبنى الأكاديمي والإداري وآخر للنساء والولادة والأطفال. زرتُ المستشفى قبل أيام وأعجبت بالتطور الملحوظ الذي شهده بيد أن أمراً أزعجني وأزعج الكثير من زوار ومراجعي المستشفى وهو عدم وجود مواقف سيارات بعدد كافٍ يتناسب مع حجم المشروع وبخاصة أنه يقع وسط حي سكني وتجاري ناهيك عن ضيق الشوارع والممرات المحيطة بالمستشفى. صعوبة شديدة يلقاها زائر المستشفى في الحصول على موقف داخل أسواره (ان سمح له بالدخول طبعاً) بفعل التكدس المزعج للسيارات بسبب قلة عدد المواقف والتي تكاد تكفي لسيارات منسوبي المستشفى والعاملين فيه مما يضطر المراجع للوقوف بجانب المنازل والمحلات التجارية المجاورة. مع قرب الانتهاء من مشاريع المستشفى باتت الحاجة ملحة جداً لمعالجة الوضع واحتوائه من خلال انشاء مواقف للسيارات متعددة الأدوار على غرار مشروع مواقف سيارات مستشفى الملك خالد الجامعي وربطها بوحدات وأقسام المستشفى للتيسير على المراجعين وفك الاختناق المروري داخل حرم المستشفى وأظن ان المساحات المتوافرة تفي لتحقيق هذا المطلب الضروري والذي لن يكتمل نجاح المشاريع التطويرية التي نالها المستشفى إلا بانشائه وكذلك إعادة تنظيم وتوسعة الشوارع المحيطة من خلال نظام نزع الملكيات. ولعلي اقترح على الزملاء المحررين بالصحيفة بفتح ملف تحقيق صحافي حول مشاكل مواقف السيارات في المشاريع الحكومية والتجارية وكيف لا تخصص لها مساحات بالقدر المناسب مع حجم المشروع والأعداد المتوقعة للمنتفعين منه؟ لم لا يُستفاد من سلبيات المشاريع الأخرى والمشابهة من خلال ايجاد حلول استباقية تتزامن مع انتهاء المشروع الحكومي سواء أكان مستشفى أو غير ذلك؟! * بلدية الدرعية