قد يرى البعض أو الكثير منا بأن طرح هذا الأمر مبكر جداً ولكن أؤكد للجميع بأننا غالباً سنعرف قيمة لهذا الموضوع بعد ثلاثين إلى أربعين عاماً إن كتب الله لنا عمراً. لكن تأمل/ي معي هذا الموقف: هل ذهبت يوما لمكان ما وتوقفت للتفكير لم أنت ذاهب أو لم أنت في ذلك المكان؟!! إذا كانت الإجابة بنعم؛ فهنا يجب أن تعلم أن هذه الظاهرة هي عرض بسيط من أعراض الزهايمر. الكثير منا وإن كنت منهم عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة قد مر بمثل هذه التجربة، فأعتقد أنه يجب البدء والعمل من الآن. فمن خلال الاطلاع على بعض الأبحاث والمقالات العلمية، اتضح عدم الوصول لحل جذري لمنع المرض، لذا انحصرت المحاولات إلى إبطاء تطور الأعراض والتقليل من شدتها. والجدير بالذكر أن التوصيات تدور عادة بالتحفيز العقلي، والتمارين، والغذاء المتوازن. لفت نظري بعض الحلول السهلة من حيث التطبيق والتوفير، نوه عنها البروفيسور ستيفن كراشن (2010)3 و تسهم بتأخير عوارض الزهايمر. سأذكرها فيما يلي مع اقتراح جهات ومؤسسات تعليمية بحكم أنها تتعامل بجهود جبارة مع أكبر عدد من فئات المجتمع بشكل شبه يومي: 1. تعلم لغة أخرى بالإضافة إلى لغتنا الأم؛ فتعلم اللغة الأخرى واكتسابها تساعد على إبقاء العقل شاباً، ففي دراسة لبيالسيستوك وكرايك وفريدمان (2007) وجدوا أن الأشخاص ثنائيي اللغة حافظوا على معلوماتهم بنسبة أعلى من نسبة أحاديي اللغة. إذن ثنائية اللغة تساعد على الحفظ على قدرة تذكر المعلومات وحفظها. إذن: الدور الآن عليك أنت أيها القارئ ومؤسسات تعليم اللغة والاهتمام وتوفير البرامج وجعلها سهلة المنال لأكبر شريحة ممكنة. 2. شرب القهوة في معظم التجارب الإدراكية التي أجريت على القهوة، أحد الأمثلة الجيدة على ذلك دراسة أجرتها جامعة ويلز أظهرت أن الكافيين يحسن بشكل كبير من ذاكرة المشاركين بالتجربة وحالتهم المزاجية وقدرتهم على الحكم، وخاصة الذاكرة الدلالية (الذاكرة المختصة بالمفاهيم والكلمات ومعانيها ويصفها البعض بأنها معرفتنا العامة عن العالم) والتي هي أحد وأبرز الأنواع التي يصيبها التدهور عند الإصابة بمرض الزهايمر، بحيث تكون هناك مشاكل لغوية أساسية من تقلص المفردات وانخفاض في طلاقة الكلمات. إذن: ها نحن نضع الدور لك أنت أيها القارئ أولاً ومن ثم عمادة شئون الطلاب كإحدى الجهات التي تهتم بدراسة وتوفير خدمات التغذية، وذلك عن طريق توفير شركات معروفة لتقديم أنواع القهوة الجيدة والمتنوعة التي تتوافق مع كافة الأذواق، بالإضافة إلى توفيرها نوادي وأنشطة رياضية تسهم بتدريب وتأهيل الطلاب تحت إشراف مختصين. 3. القراءة الواسعة ؛ أظهر فريق بحثي في عام (2009)2 أن كبار السن ( معدل أعمارهم 84)الذين اعتادوا القراءة كان أداؤهم في الامتحانات التي تقيس القدرات العقلية أعلى من الذين لم يتخذوا القراءة إحدى عاداتهم، كما أنه كلما كان الأشخاص قراءتهم واسعة (الذين تتنوع لديهم القراءة وكانت بكمية كبيرة) وجدوا لديهم ارتفاع الأداء في هذه الامتحانات من الذين يقرأون بطريقة موسعة (تكون القراءة في موضوع أو مجال واحد). وها هنا أيضا عزيزي القارئ نشير إليك بالبنان بأنك أنت المسئول هنا بشكل رئيسي عن تطبيق هذا الحل. بالإضافة إلى عمادات شئون المكتبات التي دورها الرئيسي تسهيل وتوفير الأماكن والوسائل التي تتيح الكتب وتساعد على قراءة الكتب التي تفيد كافة فئات المجتمع وبمختلف ميولها. إذا كانت هذه الحلول الثلاثة أثبتت فاعليتها مفردة، فسأترك لكم التفكير كيف ستكون الفاعلية لو تم تطبيقها مجتمعة. حمانا الله وإياكم ومن نحب..