دخل الفنان الشاب عبد الله محمود في غيبوبة السرطان المرعبة التي تعتبر مؤشرا قويا لسوء الحالة ، حيث تعرض عبد الله لحالة من الضيق في التنفس اضطر علي إثرها الاطباء أن يضعوه علي جهاز التنفس الصناعي فترة ثم دخل في الغيبوبة وكانت آخر أمنياته قبل الغيبوبة عرض فيلمه الاخير في الموسم الصيفي وهو الفيلم الذي انتجه بنفسه باسم (واحد كابتشينو) إخراج سميح منسي وبطولة فرح وحسن حسني واستدان بسببه وتعرض لمشكلات عديدة وكان أحد الأسباب التي وصلت بالفنان الشاب إلي السرطان ، وكان العرض الأول للفيلم في حفل ختام جمعية الفيلم تكريما له ونال إعجاب الحضور ، وكان هذا اليوم هو آخر ظهور لعبد الله قبل الدخول في الغيبوبة . عبد الله محمود واحد من جيل امتلك الموهبة وابتعد عنه الحظ ، باعتباره جيل ظهر في فترة كانت السينما المصرية تمر بأسوأ ظروف لها بل ولم يكن هناك إنتاج سينمائي أصلا إلا أفلام تجارية لنادية الجندي وعادل إمام. وكان أول ظهور لجيل عبد الله في الثمانيات مع وائل نور ومحسن محيي الدين وهشام سليم وشريف منير وعلاء عوض وأحمد سلامة لكن محسن محيي الدين كان يسبقهم لاقتناع يوسف شاهين به إلي أن اعتزل وابتعد محسن عن الساحة ، أما علاء عوض ابن الفنان الكوميدي الراحل محمد عوض فقد تعرض لأزمة ودخل السجن وابتعد هو الآخر ولم يبق سوي وائل نور الذي اتجه للتليفزيون بقوة أما هشام سليم فقد تنوع وحافظ علي حضوره سينمائيا وتليفزيونيا بينما صعد عبد الله محمود في بداياته كالصاروخ عندما اختاره المخرج محمد فاضل لبطولة فيلم (طالع النخل) أمام فردوس عبد الحميد وكانت بداية قوية للفتى الأسمر الذي اختاره أحمد زكي ليكون شقيقه في فيلم (الإمبراطور) للمخرج طارق العريان ، واختاره عادل إمام في أكثر من عمل ليكون شقيقه ايضا مثل (حنفي الأبهة) للمخرج محمد عبد العزيز وقدم عبد الله مجموعة من الأفلام العديدة منها (اللعب مع الشياطين ، الاحتياط واجب، المصير، المواطن مصري، الأوغاد، عفاريت الأسفلت، الطريق إلي إيلات) وغيرها من الأفلام التي حقق من خلالها نجاحا كبيرا وحصل علي العديد من الجوائز إلي أن ظل مختفيا فترة عن السينما نظرا لظروفها التي جعلتها تتخطى هذا الجيل وتتجاوزه بظهور جيل آخر كان أوفر حظا وأكثر نجاحا وظل يحلم بفيلمه (واحد كابتشينو) إلي أن قرر إنتاجه بنفسه فدخل في أزمات مادية عديدة حتى انتهى من تصوير الفيلم الذي أصبح جاهزا للعرض لكن السرطان كان قد بدأ يتسرب ويستفحل بداخله حتى دخل الغيبوبة المرعبة!