قال نشطاء ان افراد ميليشيات موالية للرئيس السوري بشار الاسد قتلوا عشرة اشخاص الجمعة في مدينة حلب المركز التجاري والصناعي الرئيسي في سوريا بعد تفجر تظاهرات مطالبة بالديمقراطية في المدينة منهية اشهرا من الهدوء. واضافوا ان عمليات القتل وقعت في حي المرجه القبلي بعد ان اطلقت قوات الامن النار على تجمع كان يطالب بتنحي الاسد. وتلك اعنف اعمال عنف في المدينة خلال الانتفاضة التي بدأت قبل عشرة اشهر ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما. وقال بعض النشطين ان العشرة الذين قتلوا كلهم متظاهرون في حين قال اخرون ان معظمهم قتل في اشتباكات اعقبت اطلاق النار على الاحتجاج. ولم يصدر تعليق من السلطات السورية التي تفرض قيودا على دخول وسائل الاعلام الى سوريا. وقال النشطون ان السلطات جندت الافا من افراد الميليشيات المعروفين باسم (الشبيحة) من منطقة حلب ونشرتهم في الشوارع في بداية الانتفاضة في شهر مارس /اذار الماضي لمنع اي مظاهرات. وقال نشط اسمه عمر بالتليفون من حلب ان عشرات من افراد الشرطة السرية انتشروا في الطريق الرئيسي المؤدي الى المرجه. وقال الناشطون ان عدة محتجين اصيبوا ايضا في اطلاق نار على تظاهرة في حي الفردوس . وتفجرت تظاهرات اخرى في احياء اخرى بالمدينة. وحلب هي ثاني اكبر مدن سوريا وتقع قرب الحدود مع تركيا وظلت على الهامش في الاغلب خلال الانتفاضة. ويحتفظ رجال الدين الذين عينتهم الحكومة في حلب وطبقة التجار السنة المؤثرين بعلاقات مع الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية . واستخدم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار الاسد اسلوب الترغيب والترهيب للسيطرة على التجار السنة الذين ادى بزوغ مجموعة من رجال الاعمال الشبان المرتبطين ببشار منذ توليه السلطة في عام 2000 الى تقويض مكانتهم . الى ذلك قتل مدنيان امس احدهما طفل، واقتحمت قوات عسكرية وامنية بلدات في ريف دمشق فيما شهدت مدينة الرستن في ريف حمص (وسط) امس اشتباكات جديدة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد "استشهد مواطن في ريف درعا (جنوب) اثر اطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الامن السورية". واوضح المرصد ان القتيل كان متواريا عن الانظار. واضاف "ان طفلا قتل عندما سقطت قذيفة على منزله في بلدة القورية في ريف دير الزور (شرق) التي تعرضت لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة السبت". كما اشار المرصد الى ان "النيران اشتعلت بانبوب للنفط يمر بمدينة القورية" دون ان يحدد سبب الاشتعال او الاضرار التي نتجت عنه. وفي ريف دمشق، افاد المرصد "اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين ومشارف مدينة عربين". واوضح البيان الى ان "القوات النظامية تضم 6 دبابات و 8 ناقلات جند مدرعة وعشرات السيارات"، مشيرا الى "اشتباكات عنيفة بين القوات وبين المجموعات المنشقة". وفي بيان منفصل، اضاف المرصد "تدور اشتباكات عنيفة في مدينة الرستن بين الجيش والامن النظامي ومجموعات منشقة تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة". واشار البيان الى "سماع اصوات الانفجارات في المدينة ومحيطها". وكانت المدينة التي تبعد 160 كلم شمال دمشق، شهدت نهاية ايلول/سبتمبر الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري مدعومة بأكثر من 250 دبابة وآلية عسكرية مدرعة ومنشقين عنه لاربعة ايام اسفرت عن مقتل عشرات الاشخاص وتدمير منازل عدة، بحسب المنظمة الحقوقية. واعلن ضباط منشقون عن الجيش في 30 ايلول/سبتمبر في بيان الانسحاب من الرستن بسبب "التعزيزات الكبيرة والاسلحة التي تستخدمها عصابات الاسد فقررنا الانسحاب كي نواصل الكفاح من اجل الحرية". من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) في حينها ان "الامن والهدوء عادا الى الرستن وبدأت المدينة باستعادة عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد دخول وحدات من قوات حفظ النظام مدعومة بوحدات من الجيش اليها وتصديها للمجموعات الارهابية المسلحة". ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل "مجموعات ارهابية" يتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج.