لندن - جمانا الراشد وسط حشد مهيب افتتح الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة ، أمير ويلز مساء أمس في العاصمة البريطانية لندن معرض" الحج : رحلة إلى قلب الإسلام " ، الذي ينظمه المتحف البريطاني بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا ، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز ، نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز، وعدد كبير من الفعاليات السياسية والإعلامية والاجتماعية في بريطانيا وأوروبا، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى حكومة بريطانيا ، وعدد كبير من المفكرين والأكاديميين والباحثين . حيث يمثل هذا المعرض الفريد تظاهرة فكرية ، ومصدر إلهام روحي للمسلمين ، وغير المسلمين الذين يتوقون للتعرف على رحلة الحج ، ومناسكه ، ومشاريع التوسعة في الحرمين كمصدر وعي وبساطة روحية . في حفل الافتتاح المهيب ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز كلمة جاء فيها: " صاحبَ السموَ الملكي الاميَر تشارلز وليَ عهدِ المملكةِ المتحدةِ البريطانية ، أميَر ويلزْ صاحبَ السموِ الملكي الاميَر محمد بن نواف سفيرَ خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة سعادة الدكتور نيل ماك جريجر مديرَ المتحف البريطاني السادةَ والسيداتَ الحضورَ الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بضيوفِ معرضِ الحج . وأهلاً ومرحباً بالجميعَ في معرض الحج (الرحلةُ إلى قلبِ العالمِ الإسلامي ) . الذي يقيمهُ المتحفُ البريطاني بالشراكةِ مع مكتبةِ الملك عبدالعزيز العامةْ كتنسيقٍ لمشاركاتِ المملكة العربية السعودية ، التي تفخرُ بإقامةِ أكبرِ تجمعٍ سنويٍ للسلامِ والمحبةِ والتقربُّ إلى الخالقِ جلّ وعلا على صعيدِ مكةَ المكرّمةَ ، ذلك الحرمُ الآمنْ ، المنزوعُ الأذى والعنف ، الذي يتجرّدُ فيها الحاجُ لعبادةِ خالقهُ بكلِ سموِها وصفائِها ، ولتتأصلَ في نفسِهِ معانيِ الإنسانيةِ الحقةِ ، فلا يؤذي أحداً ، ولا يظلمُ أحداً ، ولا يَبغى على أحد ، بعدما تجرّد من الأنانيةِ ، وتخلّصَ من مشاعرِ الكراهية والبغضاِء ، وارتقتْ نفسهُ إلى أفقِ السلامِ السامي. عبدالعزيز بن عبدالله: مواقف المملكة تنطلق بالدعوة للسلام والمحبة ونشر الرخاء بين دول العالم وقال سموه مسترسلاً. من هذا السلامِ ، بمفهومه الإنساني العظيم ، ومن هذه الأرضِ الطيبةِ التي أُستؤمنا عليهَا والتي تهفو إليها أفئدةُ أكثرِ من مليارٍ وستمائة مليونِ مسلمٍ خمسَ مراتٍ يومياً ، تأصّلتْ مواقفُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الداعيةِ للسلامِ والوئامِ والمحبةِ والحوارِ ، ونشرِ الرخاء بين دولِ العالم. صاحبَ السموِ السادةَ الحضور تأتي مشاركةُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في هذا المعرضِ الثقافي ، التي شرَّفها المولى تعالي بخدمةِ الحرمين الشريفين من الحجاجِ والمعتمرينَ والزائرينْ ، فأخذتْ على عاتقها منذ تأسيسها ، التشَّرفَ بمسؤولياتِ هذه الخدمةِ لإبراز الجوانبِ الإنسانيةِ لرحلةِ الحج ، وعرض ما تحتوية متاحفُها من قطعٍ متخصصةٍ ونادرة ، وشواهدَ تحكي المعاني الإنسانيةِ لدى المسلمينْ من جميعِ الحضاراتِ والثقافاتِ في أبهى صورِها ، وتحرصُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ علىِ تطويرِ مفهومِ الخدمةِ للحجيج ، التي جعلتها شرفاً ومسؤولية ، وعمدت تباعاً على إضافةِ توسعةً للحرمِ المكيِ ، الذي لم تكنْ مساحتُه عام 1925م تتجاوزُ الثلاثينَ ألفَ مترٍ مربع ، تستوعبُ في حينها مائةَ ألفِ حاج ، وصولاً لتوسعة خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبدِاللهِ بنِ عبدِالعزيز ، التي جمعتْ بينَ التطورِ والتوسعِ الرأسي والأفقي والخِدمي ، بمساحةٍ تتجاوزُ المليون مترٍ مربع ، لتستوعبَ أكثرَ من ثلاثةِ ملايينِ حاج ، ومُصلًّ ، وتشييدِ ثلاثةِ مواقعٍ متقاربةٍ لرمي الجمراتِ ، تتكونُ من أثنى عشرَ طابقاً ، تستوعب خمسةً ملايينَ حاج ، وإنشاءِ ساعةِ مكةَالمكرمة أكبرِ وأعلى ساعةٍ في العالمْ ، وتشغيلِ قطارِ المشاعرِ ، لنقل أكثرَ من مليوني حاج ، فضلاً عن مصنعِ كسوةِ الكعبة ، وإقامة مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم المباركة لضمان نقاوته وتعبئته آلياً بأحدث الطرق العالمية وتوزيع ملايين الليترات يومياً على الحجاج ، لتصبحَ تلكَ التوسعةُ التاريخيةُ ، وغيرُها من الإنجازاتِ الموازيةِ لها علامةً فارقةً في تاريخِ عمارةِ المسجدِ الحرام والمشاعرِ المقدّسة ، تُضاف إلى رصيده ، حفظه الله. إنَّ ما سخّرتهُ المملكةُ العربية السعودية من جهودٍ ملموسةٍ بهدفِ أن يعمَّ السلامُ العالمَ بأسرِه من خلالِ مبادرات "رجل السلام" الملكِ عبدِالله بن عبدِالعزيز ، ومشاريعه الإنسانية ، لتشملَ خدمةِ الحجِ وتطويرِ المشاعرِ المقدسةِ في مكةالمكرمة. فشكراً لكم يا صاحبَ السموِ ، لتشريفَنا في معرضِ الحج وشكراً للمتحفِ البريطاني اهتمامَه ، وتنظيمَه هذا المعرضِ الثقافي ، الذي يسمو بالإنسانِ إلى الأفضلْ ، والشكرُ موصولٌ إلى صاحبِ السمو الملكي الأميرِ محمد بن نواّف سفيرِ خادمِ الحرمين الشريفين في المملكةِ المتحدةِ ، على جهوده المبذولةِ لخروجِ هذه المُشاركة السعوديةِ بهذا الشكل المنشود ، والشكرُ لجميع من ساهم في إقامةِ هذا المعرضِ الثقافي والتاريخيِ المهمْ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته." هذا وقد قام الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة ، أمير ويلز وأصحاب السمو الملكي الأمراء والحضور بجولة على أقسام المعرض. وأُطلعوا على نسخة نادرة من القرآن الكريم خطت في القرن الثامن ، وبعض المعروضات. ( تفاصيل حفل الافتتاح غداً ).