لا تسرف ولو كنت على نهر جار هذه مقولة يوافقها روح الخطاب الإسلامي الشرعي الذي نهى عن الإسراف في كل شيء وللأسف نحن في المملكة العربية السعودية صنفنا قبل ثلاث سنوات كثالث دولة في العالم في استهلاك المياه ومن قبلنا في هذا التصنيف . . كندا والولايات المتحدةالأمريكية وكلتاهما تعيش وفرة في المياه غير محدودة أما نحن فنعيش حالة من الجفاف وانخفاض خطير في منسوب المياه وقلة الأمطار ولولا همة الدولة في محاولة إيجاد ما يغطي العجز لوقعنا في أزمات قحط وجفاف وتصحر وهو جهد يشكر عليه ولاة الأمر لكن المواطن والمجتمع يتحملان جزءا كبيرا من مسؤولية الهدر والإسراف، نحن نحتاج الى برامج توعية مستدامة يتحمل مسؤوليتها المواطن قبل المسؤول يجب ان يحس المستهلك للمياه عندنا بعظم المشكلة وقد صنفنا عالميا ما بين عامي 2003و2007 أن الفرد عندنا الأكثر استهلاكا للماء نحن نهدر ثروة تكلف المليارات فلتر الماء الذي نبتاعه من البقالة بريالين يكلف وصوله لنا بهذه الكيفية مبالغ طائلة لا يشعر بها المستهلك أما المياه المحلة فتصل تكلفة المتر المكعب الى 6 ريالات ولو عومل المواطن على هذا الأساس لدفع صاحب الأسرة المتوسطة العدد والتي قد تستهلك 200متر مكعب 1200ريال وبسبب وجود الدعم لم يشعر المواطن بأزمة في استهلاكه للماء . يجب أن يكون هناك خطة مدروسة للاستفادة من تدوير المياه الرمادية تلك الثروة المائية المهدرة والمختلطة بالمياه السوداء عندنا ، فالمياه الرمادية هي المياه المستعملة في المنزل ماعدا مياه المراحيض التي يطلق عليها المياه السوداء ، فهذه المياه المستعملة يسهل اعادة تدويرها وتكريرها لتصبح مياه من الممكن استعمالها في الري والغسيل وتوفير المياه النقية للشرب والطبخ يجب أن نعيد النظر في تصاميم خزانات الصرف الصحي ويجب أن يلزم اصحاب العقار ببناء خزانات خاصة بالمياه الرمادية بعيدة عن خزانات المياه السوداء، لقد كان آباؤنا والى وقت قريب يتورعون عن خلط نفايات المياه السوداء بنفايات المياه الرمادية لما في المياه الرمادية من بقايا الطعان ولما في المياه السوداء من النجاسات ، وكان في كل بيت خزانان للصرف الصحي أحدهما لغسل أواني المطبخ وما في حكمه والآخر لمخلفات الإنسان النجسة، وانا قد ادركت ذلك في الأمس القريب. يجب أن يكون هناك بنية تحتية تنفذ بشكل مدروس وعملي يساعد على تدارك ما فات من خسائر وهدر لمنفعة المياه الرمادية.