تتفاجأ عندما تطلب من ابنك الذي يدرس في الصف الثالث كتابة بعض الكلمات البسيطة، بأنه يقدم لك ورقة عامرة بطلاسم لاتدري من أي لغة اقتبسها مع خط رديء غير مقروء، تضرب كفا بأخرى وتتجه إلى من هو في الصف الخامس أو السادس وتطلب منه أن يكتب لك بعض الجمل المفيدة، لتتفاجأ بعد جهد جهيد بتقديمه لك ورقة تزخر ببعض الكتابات الهيروغليفية التي لا تستطيع أن تفهم منها جملة واحدة، وهكذا دواليك في بقية المراحل التعليمية حتى أضحى خريج الجامعة لدينا لا يستطيع كتابة بعض الكلمات الإملائية التي كنا نكتبها ونتبارى في إخراجها وإتقانها بصورة ناصعة ونحن في الصف الخامس، فمن هو المتهم في ذلك يا ترى؟؟ هل هو المنهج أم المعلم أم طريقة التقويم لاشك أن لكل منهم دورا كبيرا في ذلك، ولكن الملاحظ أن المنهج والمعلم لم يطرأ عليهم ذلك التغيير الذي يحيل النتيجة إلى ما آلت إليه، ولكن ما الذي تغير؟؟ الذي تغير هو طريقة التقويم أو ما يسمى بالتقويم المستمر الذي أحال التعليم لدينا إلى عملية سلق بيض خصوصا في مراحل البناء والتطوير وهي المرحلة الابتدائية حيث يعاني القائمون على التعليم فيها من مصيبة وبلوى التقويم المستمر التي جعلت الطالب لا يبالي بإتقان ما تعلم وتساوى بذلك الطالب المجد مع المهمل كما أجهضت روح المنافسة والدافعية للتعلم لدى أبنائنا الطلاب مع تحجج بعض الكسالى من المعلمين بعدم وجود آلية واضحة للتقويم وهو ما سيجنى على التعليم لدينا في المستقبل القريب إذا لم يتدارك مسيرو التعليم لدينا هذه البلوى التي حلت بالتعليم وجعلته يتراجع آلاف الخطوات. ومما سبق يتضح لنا فداحة الكارثة التي حلت بالتعليم بسبب تطبيق ما يسمى بالتقويم المستمر، لذا فلابد من تدارك الأمر وإلغاء التقويم المستمر لينعم أبناؤنا بتعليم متميز يعيد إليهم روح المنافسة والاهتمام بالتعلم الذي فقد منذ زمن أو على الأقل قصره على المراحل الأولية من الصف الأول إلى الثالث ليستغنى بعد ذلك عن التقويم المستمر ويتم اللجوء إلى التقييم عن طريق الاختبار المعتمد على الدرجات، ليتم بذلك تدارك وإصلاح ما يمكن إصلاحه من حال التعليم المتعثر بسبب إقرار ما يسمى بالتقويم المستمر، والله الموفق.