شعار أتمنى أن يرفع داخل أروقة القطاع الحكومي وبين ردهاته يقوله بعد توفر أدلته الشرعية والقانونية الرئيس بوجه مرؤوسه ويقوله المرؤوس لرئيسه ويقوله المرؤوس لمرؤوس آخر، بل لا ضير ولا ضرر لو قالها مواطن أو مقيم أو موظف بحق النظام الإداري نفسه على أن يتم هذا الأمر كله تحت مظلة ثقافية حوارية إدارية راقية الأسلوب وايجابية الهدف تبعدنا عن أجواء التملق والرياء الوظيفي ويعمل بهذا الشعار من خلال بلاغ رسمي يسلم للجنة تحقيقية مختصة تشكل من جهات ذات علاقة في المجال الأمني والإداري وكذا المالي والقضائي بالاضافة لهيئة مكافحة الفساد. هذه اللجنة يرأسها موظف من ديوان المظالم ومقر عملها داخل أفرع الوزارات وهنا سترفع المظالم في حال وقوعها بين من أشرت إليهم بعاليه، بل الأهم من ذلك أن المستفيد الأول والأخير هو الوطن، حيث يتم تنقية وتطهير بيئته الوظيفية من أخطر آفة تهدد مبدأ الحق والعدل والمساواة ذلك المبدأ الذي يعد أحد مرتكزات الشرع المطهر وهو ما قامت وتقوم وستبقى عليه قائمة دولة الإسلام وقبلة المسلمين (المملكة العربية السعودية). بل إنه من خلال هذه الفكرة قد يرفع ظلم يقع بحق الوطن ذاته فعلى سبيل المثال موظف يحمل بجعبته أجندة فكرية لدولة معادية هذا الموظف يكوِّن نواة تنظيم سري ذا فكر منحرف سرعان ما تتحول فيما بعد إلى كتلة تدميرية وقت الانفجار على مكتسبات الأمة ومقدراتها وتحدد ساعة صفرها تلك الدولة الأجنبية، ومثال آخر موظف يؤسس مع طرف آخر علاقة مبنية على فساد مالي أو انتماء إقليمي أو أسري أو تعصب قبلي، تلك العلاقة قد تخدم أول من تخدم بطريق مباشر أو غير مباشر المنحرفين فكرياً أو أصحاب الملل والنحل، المذهبية والسياسية الشاذة، الأمثلة كثيرة إلا أن المجال لا يتسع لسردها ولكن في نهاية المطاف وبهذا الخصوص فإن تلك اللجنة وعن طريق عضوها الأمني ستفكك مثل هذه التنظيمات السرية بل ستضعف تكتلها ولو تم تشتيتهم بين بيئات إدارية متنوعة لكان هذا أفضل، حيث ستخور قواهم ويحال بينهم وبين الضرر الذي يسعون له بخطى وخطط ثابتة ومدروسة نحو مقدراتنا ومكتسباتنا الوطنية. خلاصة.. كيف سيكون الوطن وأداء وظائفه في أجواء إدارية طاردة للظلم بل كيف سيكون أداء الموظفين أنفسهم عندما ترصد أعداد الظلم الذي ارتكبوه في ملفاتهم الوظيفية واعتبارها نقاطا تدون بتقاريرهم المؤدية لترقيتهم واعتلائهم للمراكز القيادية بل حتى في حصولهم على الحوافز المادية أو المعنوية فكم من جيب امتلأ من مميزات مالية لا يستحقها كموظف يصرف له بدل حاسب آلي وهو لا يجيد العمل عليه أو موظف يصرف له بدل مهنة تعليمية وتربوية وهو في حاجة إلى من يعلمه ويربيه وكم هي الصدور التي امتلأت بالأوسمة والنياشين بسبب حب الخشوم وشمشمة الأباطي. المقترح يؤصل أنواع الظلم إلى ظلم الموظف لنفسه (حق الله) وظلمه لوطنه (حق ولاة الأمر) وظلمه للآخرين (حق عباد الله) فمتى ما عرفنا حق الله وحق ولاة الأمر وحق عباد الله فإننا سنعمل دون تثاؤب وسنصل في بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات والميادين بل إن كنا غير ذلك فسنبقى على ما نحن عليه منتهكين لجميع الحقوق حتى حق الطريق الذي للأسف لا نوقره ولا نحترم سالكيه فكم إشارة مرورية ضوئية صرخت في وجه عابري الطريق قائلة (قفوا أنتم ظالمين). والله من وراء القصد. *المديرية العامة للجوازات