اتسعت دائرة الانتقادات لفتاوي مثيرة اطلقها زعيم حزب الامة القومي وامام طائفة الانصار في السودان الصادق المهدي، ودخلت "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة" ذات التوجه السلفي على خط تفنيد فتاوى المهدي التي اثارت جدلا فقهيا كثيفا في الساحة السودانية. ووصفت الرابطة الشرعية، زعيم حزب الامة القومي بالجهل بسبب فتاواه الأخيرة التي أطلقها بشأن جواز صلاة المرأة مع الرجل في صف واحد، وشهادتها في عقد النكاح، وحديثه عن أن النقاب عادة وليس عبادة. وكان المهدي، قد أفتى بجواز حضور النساء لمناسبات عقد الزواج شاهدات، وتشييع الموتى مشيعات ابتغاء للثواب، كما اعتبر اصطفاف النساء خلف الرجال في الصلاة مجرد عادة، قائلاً إن الصواب أن يقفن محاذيات للرجال كما في الحرم المكي. وانتقد المهدي النقاب قائلاً إنه في المجتمعات الحضرية "يوفر وسيلة لممارسة الإجرام"، وأضاف أن الحجاب يشير للستار بين المؤمنين وأمهات المؤمنين، موضحاً أن "المطلوب منها الزي المحتشم على أن لا تغطي وجهها وكفيها بحسب حديث النبي محمد "ص". واتهمت الرابطة الشرعية في بيان، المهدي بالتطاول على الشريعة الإسلامية، وفنَّدت فتاواه بإيراد حجج من السنة والكتاب، وأضافت أن حديثه عن اصطفاف النساء والرجال في صف واحد بالصلاة لم يسبقه إليه أحد، وتساءلت الرابطة: "هل يريد المهدي بفتواه تلك أن يمهد الطريق لابنته حتى تخلفه على منبر الجمعة إمامة وخطيبة لتكون خليفة بفتوى عصرها؟". وذكرت الرابطة أن تلك الفتوى كشفت جهل المهدي الفاضح بالشرع والواقع. وأوضحت أن المهدي تباكى على جيل الشباب بعد انتشار المخدرات وغلاء المعيشة، بيد أن الرابطة قالت إن الشباب منكوبون بما هو أكثر ضراوة من ذلك، وهو تطاول أمثال "المهدي" ونسيبه "الترابي" على محكمات الدين واتخاذهما إياه لهواً ولعباً، وشغلهم الناس بتلك الشبهات كلما ضاق بهم فضاء السياسة. كما فندت هيئة علماء السودان فتاوى المهدي، وطالبت زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بمراجعة نفسه.