في تراجع عن مواقف سابقة كانت أكثر تشددًا أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن إيران لم تحاول يومًا في تاريخها إغلاق مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله قسم كبير من النفط العالمي. وقال صالحي في مقابلة مع شبكة إن تي في التركية خلال زيارته إلى تركيا «بتاريخها، لم تحاول إيران يومًا وضع عراقيل أمام هذه الطريق البحرية المهمة». وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز في حال تشديد العقوبات الغربية عليها لمنع صادراتها النفطية من أجل دفعها إلى التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وقال صالحي «نريد السلام والاستقرار في المنطقة لكن الأميركيين الذين ينتشرون على بعد 12 ألف ميل من هذه المنطقة يريدون إدارة بعض الدول من منطقتنا». وأضاف «أدعو كل دول المنطقة إلى عدم الانجرار إلى موقف خطر». على الصعيد ذاته أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الطريق لا يزال مفتوحاً أمام إيران لتصحيح علاقاتها مع المجتمع الدولي وتطبيق التزاماتها الدولية، رافضاً التأكيد بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة مباشرة إلى مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي بضرورة إجراء محادثات أميركية –إيرانية. وقال كارني في مؤتمر صحافي الأربعاء «أوضحنا منذ البداية منذ استلام الرئيس (أوباما) السلطة، أن الطريق مفتوح أمام إيران لتصحيح المسار مع المجتمع الدولي والوفاء بالتزاماتها الدولية، وأن المجتمع الدولي، بما فيه الولاياتالمتحدة، سيكون مستعدًا للعمل مع إيران، إذا كانت راغبة مثلاً أن تحوز على تكنولوجيا نووية لغايات غير عسكرية». وأضاف أن سلوك إيران ورفضها الدخول في مناقشات جدية حول هذه القضية ورفضها الوفاء بالتزاماتها الدولية وإصرارها على مواصلة برنامجها النووي بطريقة لا تتماشى مع هذه الالتزامات، أدى إلى تصعيد الضغط عليها بقيادة الولاياتالمتحدة، لكن مع الكثير من الحلفاء والشركاء الدوليين «وهذه العملية مستمرة». وقال إن «الواقع مازال هناك مسار بديل متوافر لإيران إن ردت على رسالة الدول الخمس زائد واحد، وأبدت استعداداً للوفاء بالتزاماتها. هذا خيار بسيط موجود أمام إيران منذ البداية». من ناحية أخرى رفض المتحدث الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول صحة ما ورد بأن الرئيس الأميركي بعث برسالة مباشرة إلى خامنئي يقول فيها إنه ينبغي إجراء محادثات أميركية –إيرانية. وقال كارني إن «موقفنا لم يتغيّر. كل اتصالاتنا التي قد نكون أجريناها أو قد نجريها مع الإيرانيين هي نفسها في السر كما في العلن.. إن دول الخمس زائد واحد لا تزال موجودة. إن كان الإيرانيون جديين بشأن المحادثات، عليهم الرد على تلك الرسالة (رسالة المجموعة)». ولفت المتحدث إلى أنه عبر عرض إمكانية حل النزاع مع الإيرانيين عن طريق المفاوضات فإن يد الولاياتالمتحدة ستقوى، لأنه في حال موافقة طهران على ذلك وتطبيقها التزاماتها الدولية والتخلي عن سعيها للوصول إلى أسلحة نووية، «سيكون لصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها وشركائها حول العالم أيضاً»، وذلك في إشارة منه إلى إسرائيل.