عندما بدأت الويب قبل 20 سنة، كان الهدف منها توفير بيئة مشتركة لتبادل المستندات النصية بواسطة روابط ضمنت داخل النص أطلق عليها اسم النصوص الفائقة (Hypertext). إلا أنه خلال السنوات الماضية طرأ على المستندات تغييرات في محتواها، فلم تعد النصوص هي المكون الأساسي للمستند بل أدخل عليها الصورة والفيديو والصوت. وبدأنا نشهد تغييرا في آلية الربط بين هذه العناصر مع ظهور مفهوم الأجهزة الفائقة (Hyperdevices)، وذلك كإرهاص طبيعي للتطور الحاصل في الأجهزة القادرة على تصفح الويب مثل الهواتف النقالة والتلفزيون وغيرها. فتقنيات الويب (ونعني تحديدا لغة HTML5) تستطيع الآن الوصول لخصائص الأجهزة مثل خاصية اللمس والمكان الجغرافي والمسرع والبوصلة، وبذلك يمكن تطوير برمجيات موجهة لهذه الأجهزة. ولإعطاء أمثلة على تطبيق لمفهوم الأجهزة الفائقة، هناك مشروع السبورة البيضاء عن بعد (Remote whiteboard) والتي تمكن الشخص من استخدام أجهزة تعمل باللمس مثل الهاتف النقال للكتابة على السبورة التي تفتقد هذه الخاصية، ويتم هذا الاتصال عن طريق المتصفح (لمشاهدة مقطع فيديو لهذا المشروع strong-frost-1713.herokuapp.com). كما أن هناك مشروع المتصفح الثلاثي والذي يستفيد من المسرع الموجود في الهواتف النقالة لتحريك مجسم ثلاثي الأبعاد على شاشة الحاسوب. إن مفهوم الأجهزة الفائقة لازالت في بدايتها، غير أن هناك اهتماما كبيرا من قبل مجتمع الويب لتفعيله وتجاوز عقباته الفنية، حتى يستفاد منها قريبا.