دبّ الذعر في قلبي مثلي مثل ملايين السعوديين ممن يحملون بطاقات ائتمان بنكية من عدد من البنوك السعودية وغيرها. جاء هذا الذعر نتيجة حرب الكترونية بين هاكرز إسرائيليين وسعودي في المكسيك، لم يتم التأكد من هويته، وفق ما ذكرت مصادر وزارة الخارجية السعودية. (217 ) بطاقة سعودية نشرت بياناتها على صفحات الانترنت وأرقام هواتف أصحابها وعناوينهم. وفي الطرف المقابل نشرت بيانات آلاف البطاقات الإسرائيلية. لا أريد أن أخوض في غمار الحروب الالكترونية والتهديدات والتحديات المتبادلة. ما يهمني هو الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين اقتنوا بطاقات الائتمان، واستخدموها في نشاطات متعددة على مدى سنوات طوال، ولا يعلمون ماذا ينتظرهم، وهل سيستمرون في حمل هذه البطاقات أم لا. التصريحات التي نشرت على لسان رجال البنوك والمصرفيين تجاهلت شعور الخوف والقلق لدى المواطن المسكين وركزت على التأكيد بأن البنوك السعودية لم تسجل أي محاولات اختراق في أنظمتها أو الحسابات البنكية فيها، كما ذكر زميلنا طلعت حافظ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية. أما سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري فقد ذهب في تصريحه للعربية نت إلى أبعد من ذلك، وكان همه الوحيد التأكيد أن القطاع المصرفي السعودي لم يتأثر بعمليات الاختراق، وإن ثبتت صحتها ، مشيرا إلى أن حجم القروض المصرفية للأفراد والشركات يبلغ 800 مليار فيما تصل تغطية بطاقات الائتمان إلى 8 مليارات. إن فهمي لهذا التصريح وفق خلفياتي الاقتصادية المحدودة يعني أنه لايهم أن يتكبد حاملو البطاقات، والذين يصل عددهم إلى مليونين ونصف المليون، خسائر قد تصل إلى ثمانية مليارات مادام أن القروض المصرفية بعيدة عن أيادي الهاكرز. مسؤولو أمن المعلومات تواترت تصريحاتهم بأن اختراق الهاكرز للبطاقات الائتمانية الخاصة بالمواطنين لن يتم عن طريق البنوك وإنما عن طريق المتاجر والأسواق محذرين من التعامل مع هذه المتاجر ومؤكدين أهمية اخذ الحيطة والحذر . ويقول أحدهم إن عدد هذه المتاجر يتجاوز المائة مليون وان الخوف تزداد نسبته من استخدام البطاقات في دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا حيث إن أنظمة الحماية هناك ليست بالمستوى المطلوب . بطاقات الائتمان أصبحت لدى الكثيرين جزءاً لا يتجزأ من استخداماتهم المتكررة داخل البلاد وخارجها . حجز التذاكر والفنادق، وشراء الكتب وبرامج الحاسب والهواتف الذكية، وغيرها كل ذلك لايمكن أن يتم دون بطاقة ائتمان. الاستغناء عن هذه البطاقات خوفا من الاختراقات سيجعلنا نعيش في شبه عزلة وحرمان من كثير من احتياجاتنا. المبالغ النقدية لايمكن لها أن تحل الإشكاليات ولا توفر المتطلبات بشكل مضمون وسريع كما تفعل البطاقات الائتمانية . في ضوء هذه الحاجة الملحة ، وفي جو الخوف والهلع من الاختراقات (الهاكرية) تغيب عنا التوعية وتقديم الإرشادات والتعليمات من الجهات ذات العلاقة، كما نفتقر إلى بيانات محدثة باستمرار للمواقع المشبوهة التي يجب اجتنابها . هل نكتفي بظهور صورة (القفل) في أعلى الشاشة للدلالة على أن هناك جدار حماية يكفي، أم نسلّم رقابنا للبنوك التي يذكر طلعت حافظ أنها ليست على استعداد لتعويض العميل في حال تعرض حسابه للاختراق ، وأن هذا التعويض يعتمد على كيفية حدوث الاختراق ، ويجب بحث كل حالة على حدة . وهذا يعني بالمختصر المفيد (الله يخلف عليك)..