حكام كرة القدم لدينا مأكولون مذمومون، وبالرغم من أننا طالبنا مرارا وتكرارا على مدى عقدين بأن يجدوا الحماية ويمنحوا حقوقهم المالية، إلا أن الأمور كانت تزداد سوءاً بالسب والسخرية وتأخير مستحقاتهم سنوات، ولكن أحوالهم تحسنت العام الماضي وهذا العام بحمايتهم ممن تعودوا تدمير نفسياتهم بألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك بفرض غرامات رادعة، وكذلك وجود راع لهم. والأهم أن اللجان المختصة وصلت إلى أبعد مما كنا نتوقع، في تعميم على وسائل الإعلام قبل ثلاثة أيام، لكنه أزيل من موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أقل من 24 ساعة. والتعميم يؤكد معاقبة أي منتم للأندية (يمدح) الحكام قبل المباريات، وأن من يتحدث بالسلب والإيجاب، يغرم 50 ألف ريال تضاعف عند التكرار، وسيتم التعامل مع التصريحات بعد المباريات مثلما في لائحة العقوبات. وهنا أعيد وأكرر، أنه من النادر جدا أن يُمدح حكم سعودي من الأندية، إلا إذا كان (تكتيكا)، ولذا أرى أن هذا القرار بليغ جدا، لأن مدح الحكم قبل المباراة قد يحرجه ويضعه تحت الضغط. وبالتالي، إذا كان القرار ألغي بعد انتقادات طالته من بعض الإعلاميين والمحامين، فإن هذا يؤكد عدم دراسته جيدا، وهذه مصيبة، أو أنه استسلام لردة فعل سريعة والمصيبة هنا أعظم ربما أن عبارة "يعاقب المتحدث سلبا أو إيجابا" قادت البعص إلى النقد الضدي، أو أن البعض تحدث بصفة قانونية بحتة. لكن ومن وجهة نظري مثل هذا البند يجب أن يصادق عليه رسميا، وخصوصا أن القرار يبقي التعامل مع تصريحات مابعد المباريات حسب لائحة العقوبات. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد فسرت لجنة الانضباط تصريح الأمير الوليد بن بدر بأنه إساءة واكتفت بتحذيره وتهديده بالعقوبة إذا كررها..!! ومن ثم جاء الأمير عبدالرحمن بن مساعد بما هو أقوى، أعتبره أنا ذما بأسلوب المدح أو مايندرج تحت النقد الساخر، خصوصا أنني أكتب قبل أن تتخذ لجنة الانضباط قرارها والجميع يترقبون موقف اللجنة التي بالتأكيد ستكون في موقف حرج ولن تفلت من الانتقادات، وسيواكب قرارها تصريحات أشد أو انتقادات أقسى. ولأن التصريح مرتبط بأحداث لقاء الهلال والتعاون فإن ماسلكته جماهير الهلال – كغيرها - في الملعب برمي الأحذية..! والقوارير..مرفوض..مرفوض..مرفوض، وياليت جماهيرنا تعبر عن احتجاجها كما في أوروبا برفع المنديل الأبيض، وهو احتجاج مؤدب، بدلا من الكلمات النابية أو المقذوفات المؤذية جسدا ومنظرا. والأسوأ كان ممن اعتدوا على منزل الحكم وأصابوا عائلته بالرعب، هؤلاء ليسوا من المدرجات، بل من المنطقة أو المدينة التي تبعد عن الرياض 120 كلم. وفيما يخص خطأ الحكم مطرف القحطاني في المباراة فهو اختصاص لجنة الحكام لتقويمه أو معاقبته. وفي شأن الحكام، هناك ثلة أثبتوا أنهم غير قادرين على التطور والاستفادة من ورش العمل والدورات التدريبية، وهؤلاء حان وقت توقفهم، خصوصا أن المستجدين والصاعدين يتنامون، وشاهدنا هذا الموسم عددا من الحكام الواثقين في أنفسهم بطموحات عالية، وبما يعزز عمل لجنة عمر المهنا بكامل أعضائها التي تعمل وفق منهجية أثبتت جدواها في أقل من سنتين.