في الفترة مابين يوم 14-16 يناير عام 2012م، سيقوم سيادة السيد ون جياباو رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس مجلس الوزراء) بزيارة رسمية الى المملكة، حيث إن المملكة أول محطة من جولة السيد ون جياباو الى منطقة الشرق الأوسط، وأول دولة سيزورها سيادته منذ بداية عام 2012م، وهي أيضا أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني للمملكة منذ 20 سنة، الأمر الذي يجسد بكل الوضوح مدى اهتمام القيادة الصينية البالغ بالعلاقات الصينية السعودية. وخلال فترة الزيارة، سيقابل السيد ون جياباو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وغيرهما من الشخصيات الهامة في المملكة، كما سيستقبل سيادته معالي الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعالي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. تتطور علاقات الصداقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة على نحو سريع وشامل على مدى 21 سنة مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تتكثف الزيارات المتبادلة على المستوى الرفيع، وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين باستمرار. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الصين في عام 2006م في أول جولة قام بها إلى الخارج بعد اعتلاء العرش. وزار الرئيس الصيني السيد هو جينتاو مرتين للمملكة في كل من عام 2006م و2009م. وزار نائب الرئيس الصيني السيد شي جينبينغ المملكة عام 2008. أعطت كل هذه الزيارات دفعا قويا للتعاون الودي ذي المنفعة المتبادلة بين البلدين في كافة المجالات، وأتت بالعلاقات بين البلدين إلى المستوى الجديد باستمرار. وأحرز التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة إنجازات مثمرة، فتبقى المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وإفريقيا للسنوات ال10 المتتالية، وأكبر دولة مصدرة للنفط إلى للصين في العالم. وفي الأشهر ال10 الأولي لعام 2011م، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 52.1 مليار دولار أمريكي بزيادة 48.6% عن نفس الفترة في عام 2010م، واستوردت الصين 40.715 مليون طن من النفط الخام بزيادة 11% عن نفس الفترة في عام 2010م. وحقق التعاون بين البلدين في مجال البنية التحتية ثمارا وافرة، حيث بلغ عدد الشركات الصينية العاملة في المملكة نحو 100 شركة تنفذ عددا كبيرا من المشاريع. وبالإضافة إلى ذلك، تزداد التبادلات والزيارات الودية بين البلدين في مجالات الثقافة والتكنولوجيا والتعليم والدين بشكل متواصل، فيتعمق التعارف وأواصر الصداقة بين شعبي البلدين بصورة مستمرة. وفي السنوات الأخيرة، شهدت علاقات الصداقة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي تقدما إيجابيا، وتتكثف التبادلات وتتوسع مجالات التعاون يوما بعد آخر. في الوقت الراهن، يمر كل من الصين والمملكة بأحسن مرحلة النمو في التاريخ، الأمر الذي يبشر آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات. كما أن زيادة تعزيز التبادل والتعاون بين الصين ومجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية تصب في المصالح المشتركة للجانبين. وتحدونى الثقة بأن زيارة السيد ون جياباو للمملكة ستعطي زخما عميقا وطويل الأجل لتعميق علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والمملكة والتعاون الودي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي والعالم الإسلامي.