غدا (الاثنين) يبدأ المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري أعماله التي ستستمر ثلاثة أيام متواصلة لتخرج بتوصيات تحدد السياسة الخارجية والداخلية السورية وحتى التنظيمية لحزب البعث ويبدو أن الشعب السوري دخل في حالة من الجمود «الكومة» التي وصفها بعض المحللين بأنها الهدوء الذي يسبق العاصفة حيث من المتوقع أن تشهد سورية تغيرات جذرية سياسية واقتصادية.. فمن الناحية السياسية بدأت المعلومات تتواتر بأن المؤتمر سيجري تغيرات واسعة في قيادته تصل إلى حوالي 50 ٪ وسيعمل على إدخال وجوه شابة منهم الدكتورة بثينة شعبان وزير المغتربين، عمار ساعاتي رئيس اتحاد الطلبة (صديق ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري) في حين سيقدم عدد من أعضاء القيادة الحالية استقالتهم منهم حسب المصادر المطلعة، محمد مصطفى ميرو رئيس الوزراء السابق رئيس مكتب العمال، عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث، ونائبا رئيس الجمهورية وعبد القادر قدورة رئيس مجلس الشعب السابق ووزير الدفاع السابق مصطفى طلاس الخ، كما علمت «الرياض» أن أعضاء القيادة القطرية (أعلى هيئة حزبية تترأس البلاد) ستخفض من 21 عضوا إلى 15 عضوا. ويبدو أن مؤشرات التغيير في سورية بدأت مع اعتماد سليمان قداح الأمين القطري المساعد رئيسا للمؤتمر في حين جرت العادة أن يترأس المؤتمرات القطرية السيد عبد الله الأحمر، وأكد أيمن عبد النور البعثي المقرب من السلطة في اتصال مع «الرياض» على أن وزير الخارجية فاروق الشرع سيكون رئيسا للجنة السياسية التي كان يرأسها عادة خدام، وأن رئيس مجلس الوزراء ناجي عطري سيكون رئيسا للجنة الاقتصادية في حين سمي محمد الحسين وزير المالية نائبا له منوها إلى وجود معلومات بأن الحسين سيتم تكليفه بعد المؤتمر القطري بتشكيل الحكومة السورية. و يبدو أن هذه التغيرات في قيادة المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث تحمل الكثير من الدلالات لعل أهمها التأكيد على استقلالية حزب البعث في البلاد وبأن القيادة القطرية في سورية هي أعلى سلطة في الهرم الإداري للحزب بينما كان سابقا شخص عبد الله الأحمر كونه الأمين العام المساعد للحزب أعلى شخص في الهرم الإداري الذي تتبع فيه القيادة القطرية السورية للقيادة القومية وبالتالي فإن ذلك يعني أن المؤتمر القومي القادم سيكون على استقلالية تامة عن كافة أحزاب البعث في الدول العربية بحيث تصبح أحزابا مستقلة وتتحول القيادة القومية إلى مجلس أعلى قومي ينسق بين تلك الأحزاب و لا يرأسها. وفيما يتعلق بمؤشر تكليف الشرع لأول مرة رئيسا للجنة السياسية بدلا من نائب الرئيس خدام أكد عبد النور بأن هذا مؤشر يدل على أن خدام سيتقاعد خلال المؤتمر ونوه إلى أن لديه معلومات تؤكد بأنه طلب من السيد الرئيس التقاعد مع تأكيده على استعداده لتقديم أية خدمة دون أن يبقى في منصبه، وتشير المعلومات بأن المؤتمر سينعقد بحضور 1150 شخصية حزبية وسيشهد نقاشا صريحا وجريئا وخاصة حول السياسة الخارجية و الداخلية السورية إضافة إلى الضغوط التي تتعرض لها البلاد وسيخرج المؤتمر بتوصيات سيكون لها أثر بعيد على الحياة السياسية للسنوات القادمة. إلا أن محللين سياسيين أكدوا بضرورة عدم توقع الكثير من المؤتمر منوهين إلى أنه لن يناقش مسألة المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على أن الحزب هو القائد للدولة والمجتمع كما أنه لن يقر قانونا جديدا للأحزاب بل سيناقشه على اعتبار أن اقراره اختصاص مجلس الشعب كما أنه سيناقش الكثير من القوانين الأخرى دون البت بها والاكتفاء باقتراح تخفيفها مثل قانون الطوارئ ،و القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل من ينتمي للأخوان المسلمين ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بقرار يوافق فيه على تجنيس عدد من الأكراد.. وعلى خلاف النشاط السياسي الذي تشهده سورية قبيل انعقاد المؤتمر القطري العاشر تشهد البلاد جمودا اقتصاديا ملحوظا فالجميع ينتظر نتائج المؤتمر ولا يقدم على أي عملية بيع أو شراء خوفا أن يخرج المؤتمر بقرارات اقتصادية مفاجئة علما أن معظم الاقتصاديين السوريين يؤكدون بأن النهج الاقتصادي الحكومي ما يزال غير واضح المعالم منوهين إلى أن نظام سورية اشتراكي وهناك محاولات لاتباع نظام اقتصادي ذي طابع رأسمالي.. يذكر أن عددا من مراسلي الصحف العربية والمحلية سيحضرون جلسة افتتاح المؤتمر التي من المقرر أن تكون منقولة على الهواء مباشرة ثم يتابع المؤتمرون جلساتهم المغلقة على أن يتم عقد مؤتمر صحفي يومي من قبل وزيرة المغتربين الدكتورة بثينة شعبان عضوة اللجنة المركزية للحزب والناطقة الرسمية باسم الحزب.