في سبيل تطوير أداء الهيئة السعودية للمهندسين، أدعو جميع المهندسين إلى أن يعملوا معا يدا بيد كي تقوم الهيئة بالقيام بالمهمات المناطة بها و ممارسة دورها في ما يرفع من شأن المهنة و يحقق طموحات المهندس. فقريبا تتوجه جموع المهندسين في شتى ربوع المملكة لانتخاب مجلس جديد للهيئة السعودية للمهندسين في دورتها الانتخابية الرابعة لثلاث سنوات مقبلة. يحدث ذلك في ظل العديد من العوامل السلبية التي تسببت للأسف الشديد في تعطيل الدور الحيوي الذي كان من المفترض و من المأمول أن تلعبه الهيئة خاصة فيما يتعلق بالارتقاء بمهنة الهندسة وتحسين أوضاع المهندسين فضلا عن المساهمة بدور فعال وملموس في مستقبل العمل الهندسي في بلادنا الغالية. لذا كان لزاما على كاتب هذه السطور من منطلق كونه أحد أبناء المهنة أن يبادر بتقديم مجموعة من الأفكار والحلول التي نأمل بإذن الله أن تكون من الأشياء الإيجابية، والمؤكد أن الحلول التي نطرحها باختصار في السطور التالية تتطلب منا جميعا العمل يدا بيد حتى نحقق تطوير هيئة المهندسين ومهنة المهندسين و من المؤكد أيضا أننا جميعا نحرص على صنع مستقبل جديد وواعد لهيئة المهندسين. وهو ما سيتحقق بإذن الله من خلال القيام بالعديد من الأنشطة الواجب توافرها في هيئة المهندسين لخدمة المهندسين وأسرهم والعمل على الارتقاء بالمهنة ودفعها قدما للأمام. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر إنشاء نظام دعم لمعاشات التقاعد، سواء بشكل إجباري مما يتم تحصيله من اشتراكات، أو من دخل الهيئة من الرحلات والأنشطة الاجتماعية والمؤتمرات والندوات ورسوم تجديد تراخيص المكاتب الهندسية ورسوم العضوية من المهندسين سواء السعوديين أو غيرهم. كما ندعو إلى إنشاء صندوق تكافل خيري (اختياري) لمساعدة الحالات الخاصة و الطارئة، إضافة إلى إنشاء إسكان تعاوني للمهندسين عن طريق طرح أراضٍ بأسعار مدعمة من الهيئة للبناء عليها أو مشروعات سكنية لتوفير وحدات سكنية بأسعار مناسبة . كما نرغب من جميع المرشحين بإذن الله في الدورة الجديدة من المجلس سرعة تفعيل الكادر الهندسي الذي مر عليه أكثر من عشر سنوات ولم يصدر حتى تاريخه . و من هذه الأنشطة أيضا الحرص على أن تقوم الهيئة بدورها في الرعاية الصحية للمهندسين وأسرهم، ونرى أن يكون ذلك عن طريق اشتراك مخفض بالتعاون مع شركات التأمين الصحي لرعاية صحة المهندسين وأسرهم. يضاف إلى ذلك تأسيس النوادي الاجتماعية من خلال توافر أماكن لإقامة نواد اجتماعية للتواصل الاجتماعي ومزاولة الأنشطة الرياضية والاجتماعية للمهندسين وأسرهم، فضلا عن الرحلات الترفيهية التي تقام من خلال تنظيم وإقامة رحلات للترفيه عن المهندسين وأسرهم بأسعار مناسبة. إننا ننادي كذلك إلى تفعيل مجلة للمهندسين بحيث تكون وسيلة إعلامية للتواصل الفكري وتبادل الخبرات بين المهندسين في الداخل والخارج للارتقاء بمستوي الكفاءات الهندسية الموجودة بالمملكة. و إقامة دورات تدريبية مجانية للمهندسين في كافة التخصصات مع مراكز تدريب وجامعات محلية وعالمية معتمدة لتطوير المهندسين ورفع كفاءتهم المهنية، وتنظيم وإقامة المعارض المتخصصة بصفة دورية لنشر ودعم البرامج والدوريات الهندسية. كما يجب أن تتعاقد الهيئة مع كبريات شركات تامين الأغذية لعمل تخفيضات لأعضائها المهندسين وأسرهم. ربما لا تختلف انتخابات هيئة المهندسين كثيرا عن انتخابات الهيئات والجمعيات المهنية الأخرى في المملكة، فالتنافس يكون بشكل أساسي بين آراء ووجهات نظر يسعى كل منها إلى أن تتاح له الفرصة لتمثيل المهندسين خير تمثيل. لكننا مع ذلك نعتقد أن الاختلاف يتمثل في قدرة كل طرف على أن تكون مقترحاته واقعية وقابلة للتحقيق على أرض الواقع، وهذا هو ما يجب أن يتميز به أي برنامج انتخابي بحيث يحدث تواصل مباشر و غير مباشر بين المرشح و أكبر شريحة من المهندسين الناخبين كي يصل الصوت إلى عموم المهندسين في المملكة، وهو ما سوف يساعد بإذن الله في الحصول الاهتمام الواسع اللازم بالعملية الانتخابية و هذا يضمن فوز المرشحين المناسبين. وفي الختام فإننا ندعو الجميع إلى التعاون بكل صدر رحب وجد واجتهاد بهدف عودة هيئة المهندسين إلى أحضان أبنائها و عودة الأبناء إلى الأم الهيئة. كما نناشد الجميع أن يسعى لرفعة الهيئة وإعلاء شأنها وممارسة دورها في مختلف المجالات و بالله التوفيق.