ما أن ينتعش النصر (فنيا)، إلا وتعيده الإدارة لدوامة الصراعات بتصريحات إعلامية تجر الجميع إلى خارج الملعب، فيعود النصر إلى نقطة الصفر والفوضى، من دون أن تأخذ مساحة التصحيح حقها كاملا. وسأبدأ من آخر المستجدات على لسان (المنقذ) الأمير الوليد بن بدر الذي عاد بعد غيبة طويلة، وتسلم مهام التغيير والتطوير وحدد أهم مرتكزات المرحلة الجديدة، وكرر في أكثر من مناسبة (فرائحية) رسائله لجماهير وإعلاميي النصر، وقال للجماهير "أرجو أن نسمع ونفهم جيدا ما يصدر رسميا، وليس ما يقوله بعض الناس من غير الرسميين". وقال للإعلاميين وخاصة النصراويين :"الجميع معرضون للنقد ونحن نحترم النقد وأتمنى أن ينتقدونا ولا يتحدثوا عن أهداف ليست من صنعنا". وطالب أعضاء الشرف بأن يتواصلوا معه أو أي عضو من الإدارة بما يقلل قيمة العجز المادي خصوصا أن فترة التسجيل الثانية قريبة. وهذا من وجهة نظري جميل جدا خصوصا أن اللغة كانت هادئة ومقننة، لكن الأمير الوليد بن بدر وبعد الخسارة من الأهلي 1/3 أعادنا إلى الخطابات التبريرية التي توجع النصر ولا تضر غيره، بالتشكيك في نزاهة الحكام، وهذه أحد كوارث الرياضة لدينا، وستكون وبالا على خزينة النصر بدفع غرامات جديدة دون طائل...! وشدد في حديثه على أن الخسارة (بفعل فاعل)، وزاد متهكما بتقديم الشكر لعمر المهنا رئيس لجنة الحكام، وفهد المرادسي حكم اللقاء..! إذن الأمير الوليد بن بدر الذي أوكلت له مهام قيادة المرحلة هو من يجر النصر للوراء والوقوع في ما حذر منه الجماهير والإعلام. وكان بإمكانه أن ينتقد الحكم ويتحدث عن الأخطاء ويحددها من دون التهكم أو التشكيك، وسيجد كل الاحترام والتقدير من الجميع بمن فيهم لجنة الحكام، أما مهاجمة الحكام فهو أسلوب العاجزين ورمي الأخطاء على الغير، سواء في النصر أو غيره.. وفي هذا الصدد ليس أسوأ مما قاله الكابتن علي كميخ الذي أدين بصوته في المؤتمر الصحفي، بعد تحد ونفي وتهديد ووعيد..! أيضا جماهير النصر حتى الآن لم تستوعب أن فريقها يحتاج دعمها، أكثر من احتجاجها على الإدارة بين خسارة وأخرى مثلما فعلت بعد مباراة الأهلي الأخيرة، في وقت بانت بصمات المدرب الخبير ماتورانا. ويبدو أن العاطفة تأكل عقول النصراويين قياديين وجماهير، ففي مباراة الأهلي كاد النصر أن يقلب النتيجة بعد تأخره بهدف مبكر، ورغم أن الأهلي أقوى حظا وأكثر قوة قبل اللقاء إلا أن النصر أدرك التعادل وهذا يدل على تطوره، وكان أيضا الند للند إلى أن سجل كماشتو هدفا (خاصا) من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 78، وهو يجيد مثل هذا الفن التهديفي، أضف إلى ذلك خطأ اصطفاف الحائط البشري النصراوي، ومع ذلك عاد النصر وضغط وتهيأت له فرصتان أخطرها من رأس بينو أدركها حارس الأهلي (على خط المرى)، أما الهدف الأهلاوي الثالث فجاء في الدقيقة الأخيرة، وهذا يحدث في كثير من المباريات التي تجمع الكبار والمتنافسين. لذا لو تمعن النصراويون جيدا لوجدوا أنهم يظلمون أنفسهم ويجرون فريقهم بألسنتهم إلى الوراء.