انفقت الدولة - حفظها الله - ملايين الريالات على الكتب الدراسية لتكون في متناول أيدي الطلاب يتعلمون العلم النافع ويستفيدون من موادها وتصرف لهم مجاناً حتى لا تشغل كاهل كثير من الأسر، ولكن انتشرت ظاهرة خطيرة وخاصة في مثل هذه الأيام، أيام الامتحانات بقيام بعض الطلاب بتمزيق الكتب أو رميها في براميل النفايات غير عابئين بمسؤولية ذلك.. «الرياض» حاولت في هذا الاستطلاع التعرف على الأسباب والدوافع للقيام بمثل هذه الظاهرة. حيث تحدث لنا في البداية أحمد محمد العامري مدير مدرسة قائلا: إن ظاهرة تمزيق الكتب والعبث بها ناتج عن ضعف الوعي لدى الطلاب بأهمية وقيمة هذا الكتاب وتجد أكثر المراحل التي يكثر بها ذلك المرحلة الابتدائية واعتقد أن ذلك التصرف مرفوض إطلاقاً وينبغي تكثيف الجانب التوعوي بالمدارس والبيت، علماً أن وزارة التربية والتعليم تحث على نشر التوعية لدى الطلاب وعدم تسليم الشهادات إلا بالكتب ولكن للأسف تجدها ممزقة مهترئة ولا يكاد يستفاد منها وأرى أن العلاج هو التوعية الجادة بين البيت والمدرسة والزام الطلاب بالحقائب المدرسية لضمان سلامتها من العبث بها طيلة أيام الدراسة. لا مبالاة أما الأستاذ مسفر أحمد الزهراني أخصائي اجتماعي فيرى أن هذه الظاهرة هي لا مبالاة من الطلاب بالإضافة إلى جهلهم بقيمة العلم الذي تحتويه هذه الكتب، وأضاف ينبغي منذ الصغر تعريف الطلاب بأهمية الكتاب وقيمته وأهمية متابعة الأسرة لسلوكيات ابنها والتعرف على الأسباب والدوافع ومعالجتها بطرق صحيحة بعيداً عن التوبيخ القياسي وليكن هو آخر العلاج ولكن لا ينبغي أن يكون الأساس. ويرى الأستاذ خالد عبدالله الشمراني معلم أن الأسباب تعود إلى إحساس الطالب بمعاناة الدراسة ويدفعه ذلك إلى تمزيق الكتب ورميها وأحياناً يكون بسبب كُره الطالب لمعلم هذه المادة أضف إلى ذلك قلة الوعي لدى الأسرة وعدم قيامها بواجبها تجاه أبنائها وإعلامهم بخطورة مثل هذه الأعمال وأرى أن العلاج يبدأ من المنزل بحيث يتم توعية الطالب وبث قيمة احترام الكتاب والمعلم وغرس المفاهيم الصحيحة حتى ينشأ هذا الطالب وهو مدرك لحجم هذه المفاهيم. أما الأستاذ محمد أحمد الزهراني أخصائي اجتماعي فيرى أن هذه الظاهرة والتي استشرت هي بسبب ضعف الوعي لدى الأسرة وعدم اهتمامها بارشاد الأبناء وتوعيتهم بأهمية الكتاب وكذلك عدم متابعة الطالب أيام الدراسة.. وربما يكون السبب عدم رغبة الطالب في مواصلة دراستة وأرى أهمية تكثيف البرامج التوجيهية للطلاب وعمل مسابقات مدرسية لأفضل طالب يحافظ على كتبه ويبلغ هذا الجانب للطلاب مع بداية العام الدراسي لبث روح التنافس لدى الطلاب. أما الأستاذ يحيى العُمرى موجه مدرسي فقال إن هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير، فتجد الطالب يعبث بكتبه أو يكتب عليها دون مبالاة، فأرى أهمية التنسيق بين البيت والمدرسة لمتابعة الطالب وتعريفه بأهمية الكتاب في حياته العلمية والعملية مع أهمية استخدام الحقيبة المدرسية للحفاظ على الكتب وهناك تعليمات في هذا الصدد من قبل وزارة التربية والتعليم وحسب تجربتي فإنك تجد الطالب المتفوق هو من يستخدم الحقيبة المدرسية. إذ لابد من استخدامها ومعاقبة من يخالف ذلك.