أجمل ما في الوجود يد حانية تمتد إليك وأنت في أمس الحاجة إليها. مصباح يضيء لك ظلمات الطريق. قلب يقف معك يسندك ويشد من أزرك عندما تظهر لنا الحياة أنيابها القاسية ويظهر لنا الزمن غدره وخداعه وتقلباته غير المتوقعة. إنسان يعطيك وهو يؤمن بأنك لا تستغل كرمه وعطفه لما تمر به من ظروف صعبة مؤلمة. يعطيك بسخاء وبدون مقابل. إنسان يشعرك بالأمن والطمأنينة ويشعرك بأنه يفهم ظروفك ويقدرها ويساعدك على إنجاز ما كنت تنوي القيام به وقد يتولى الأمر كله عنك .. إنه تجسيد رائع للحب غير المشروط. قلةٌ هذه النوعية في حياتنا.. وهي عملة نادرة. إن وجدت في حياتك فتأكد أنك من المحظوظين وأن الله قد أرسل لك ملاك رحمة. وإن وجود هذا الشخص في حياتك نعمة كبرى لا تقدر بثمن. في كثير من الأحيان خبرة واحدة ليد تمتد لمساعدتك تكفي عن عشرات الخبرات ليس لأن الآخرين لم يساعدوك في الماضي ويمدوا لك يد العطاء والعون، ولكن لأن المرحلة التي تمر بها الآن حاسمة ومؤلمة وقد تعادل في قسوتها عليك عشرات الخبرات الأخرى. لذا فاليد التي تمتد إليك حينها هي يد ذهبية رحيمة وتكون كمن انقذك من الغرق الحتمي لذلك نرى كيف أن كثيراً من الصداقات حتى لو لها جذور قديمة قوية؛ فإنها في المواقف الصعبة نجدها تزداد قوة وعاطفة وثباتا. وبالتالي تزداد أنت إيماناً وثقة بأن صديقك لم يخذلك وهو نعم الأخ والصديق وأن اختيارك له كان موفقاً، وبالتالي لا يزداد فقط حبك له، بل تزداد حتى ثقتك ورضاك عن ذاتك وتشعر بأن هناك من يحبك ويقدرك ويشعر بمشاعرك. وأنه معك بقلبه وعطائه وأنه فعلاً يجسد مقولة الصديق وقت الضيق. إليها الصديقة والابنة العزيزة الأستاذة إيمان الرواف: يكفي أن أقول لك إنك أكثر من رائعة ولو كان لي أن اختار شخصاً واحداً في حياتي يعرف كيف ومتى يعطي لاخترتك بدون تردد. ويكفي أنك في كل يوم توقدين شمعة في حياتي تشعرني بأنني فعلاً محظوظة جداً بوجودك فيها. وإن معرفتك هي أثمن وأجمل هدية حصلت عليها.