واصل نحو 14 مليون مصري أمس التصويت في المرحلة الثالثة والأخيرة لانتخابات مجلس الشعب ، لليوم الثاني والأخير في هذه المرحلة التي تجرى في 9 محافظات هي القليوبية والمنيا والغربيةوالدقهلية وشمال سيناء وجنوب سيناءوقنا والوادي الجديد ومطروح. وبلغ عدد المرشحين 2666 مرشحا بالنظام الفردي ونظام القوائم يتنافسون على 150 مقعدا بمحافظات المرحلة الثالثة، منهم 1582 مرشحا وفقاً للنظام الفردي يتنافسون على 50 مقعداً، بالإضافة إلى 1084 مرشحا وفقاً لنظام القائمة الحزبية يتنافسون على 100 مقعد. ويتنافس 34 حزبا وائتلافا تقدموا ب 167 قائمة حزبية تضم 1084 مرشحا ، بالإضافة إلى 71 مرشحا من الأحزاب يتنافسون على المقاعد الفردية. وفيما أعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات أن اليوم الأول من المرحلة الثالثة مر بهدوء ، ولم يشهد تجاوزات حادة ، قالت غرفة عمليات حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ، إن نسبة الإقبال وصلت إلى 35 %، حيث سجلت محافظتا الدقهليةوالقليوبية أعلى نسبة إقبال، تليهما الغربية والمنيا، ثم شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد، بينما كانت محافظتا قنا ومطروح الأقل من حيث نسبة الإقبال. واعتبر الحزب، أن التجاوزات التي قامت بها أحزاب منافسة في الدعاية الانتخابية والاعتداء على أحد أنصار الحزب في دائرة المنزلة بالدقهلية على يد أنصار حزب النور السلفي ما أدى إلى إصابته بقطع نافذ في الرأس، هي أمور تخرج عن المنافسة السياسية الشريفة التي يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أنه تم تحرير محضر بالواقعة والأمر معروض الآن أمام النيابة العامة. وطالب الحزب اللجنة العليا للانتخابات بعلاج الأخطاء المحدودة التي حدثت خلال اليوم الأول لهذه الجولة، وهو ما تمثل في وجود موظفين في اللجان الانتخابية أقارب لعدد من المرشحين، كما هو الحال في بعض لجان زفتى بمحافظة الغربية وعدد من لجان محافظة الدقهلية وفي بعض لجان ببئر العبد بشمال سيناء، وكذلك بعض لجان في محافظة قنا، بالإضافة إلى ما شهدته بعض اللجان من قيام عدد من القضاة بطرد المندوبين وعدم السماح بتواجدهم داخل اللجان . في السياق نفسه ، أعلن مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أن نحو 72 % من المصريين المقيمين بالخارج ولهم حق الاقتراع في المرحلة الثالثة أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية. وقال الدكتور عمرو العجماوى المدير التنفيذي للمركز عضو اللجنة التنسيقية للانتخابات إن نحو 59 ألفا و849 مصريا من المقيمين بالخارج قاموا بالاقتراع من إجمالي نحو 82.8 ألف مصري بالخارج لهم حق التصويت في تلك المرحلة عن طريق تسليم المظاريف إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج أو بالحضور لمقرات الاقتراع . وأشار إلى أن نتيجة التصويت وصلت إلى وزارة الخارجية المصرية والتي ستقوم بإرسالها إلى اللجنة العليا للانتخابات وذلك تمهيدا لإرسالها إلى الدوائر الانتخابية طبقا لمحل إقامة كل ناخب المدونة في بطاقة الرقم القومي لإضافتها إلى الكشوف النهائية للدوائر. وأكدت جماعة الاخوان المسلمين أنها لن تستغل نجاحها في الانتخابات البرلمانية في مصر لفرض إرادتها على صياغة الدستور الجديد وإنها ستتعاون مع كل الجماعات السياسية المختلفة حول الخطوط العامة للدستور. تأسست جماعة الاخوان المسلمين عام 1928 وهي أكثر القوى السياسية تنظيما مما جعلها تخرج من عهد حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي استمر نحو 30 عاما الأكثر قوة من بين القوى الاخرى. وسيختار مجلس الشعب الجديد الجمعية التأسيسية التي ستتكون من 100 عضو لصياغة دستور جديد. وقال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة "حصول الحزب داخل البرلمان على الأغلبية لا يعني الانفراد بوضع الدستور دون مراعاة حقوق الآخرين من المصريين وتجاهل القوى السياسية التي لم تحصل على أغلبية أو أخفقت في الانتخابات البرلمانية". وأضاف مرسي الذي نشرت تصريحاته في موقع الاخوان على الانترنت "كل القوى السياسية وجميع مفكري مصر- دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية والسياسية- سيشاركون في وضع الدستور لأنه دستور المصريين وليس دستور حزب بعينه". واحتل حزب النور السلفي الاكثر تشددا المركز الثاني في الانتخابات حتى الآن. لكن بعض المحللين يعتقدون أن جماعة الاخوان المسلمين ربما تسعى لتكوين تحالف مع جماعات من خارج التيار الإسلامي. إلى ذلك، قال الفريق حسام خير الله الوكيل السابق للمخابرات المصرية بعد أن أعلن اعتزامه الترشح للرئاسة المصرية المقرر بدء إجراءاتها منتصف هذا العام ، إن المصريين يميلون لاختيار رئيس ذي خلفية عسكرية "لأنهم في حاجة إلى الأمن". وانضم خير الله إلى المرشحين المحتملين لانتخابات رئاسة الجمهورية ، وأعلن رسميا أول من أمس اعتزامه خوض سباق المنافسة على الرئاسة المقرر البدء في إجراءاتها في نهاية يونيو المقبل ، وفقا لما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي. وحول علاقته بنائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان الذي كان يرأسه في جهاز المخابرات ، قال خير الله إن علاقته بسليمان تمتد إلى 14 عاما ، لكنه لا يحسب عليه لأنه خرج من جهاز المخابرات منذ ست سنوات ، مستبعدا ترشح سليمان للرئاسة ، لأنه يريد أن يحفظ وضعه وتحفظ الناس له التقدير على خدمته لبلده ، حسب تعبيره. وبخصوص اعتزام أكثر من شخصية ذات خلفية عسكرية الترشح للانتخابات الرئاسية مثل الفريق أحمد شفيق ، قال خير الله إن الجميع يتنافس وإن هذا يؤكد أنه لا يوجد مرشح بعينه للمجلس العسكري في انتخابات الرئاسة ، لكنه أكد أن "الناس في القرى يميلون إلى العسكرية لأنهم في حاجة إلى استعادة الأمن والانضباط برؤية مدنية تحفظ الحقوق والحريات".