يقال والعهدة على الراوي إن أول من وضع كتابا في المثالب هو زياد بن أبيه ثم خلفه جمع من مؤلفي المثالب وتعددت دوافعهم، وأهدافهم لكنها جميعها تصب في باب كشف المستور والبوح بالمسكوت عنه في هذه الأيام ومنذ فترة هناك أصوات بدأت تتعالى في ثلب مسالك شخصية لبعض المثقفين بحيث يسهر أحدهم مع آخر ثم يختلف معه وفي الصباح يطالعنا مشهد فضائحي على الفيس بوك أو التويتر ويعد ويتوعد بكتابة تفضح الوسط الثقافي كله ولا يستغرب هنا الضرب تحت الحزام فالقواعد انعدمت مثل ما انعدم عندنا مفهوم المجالس بالأمانة فبعد أن كان بعضهم يتوارون حال البصبصة والتدبيس أصبح اللعب على المكشوف فالكل يعري الكل بالحق والباطل ، وبالصدق والكذب.. لكن ما هو الهدف من هذه الزوبعة وفي هذه الفترة بالذات لماذا أصبح البعض يتوعد الجميع بعد أن كان منافحا عن الثقافة والمثقفين والحداثة والحداثيين لماذا أصبح قاسيا في خصومته مع الآخر وما هي المصلحة في ذلك، ولمصلحة من يعرى المشهد الثقافي عندنا ألا يمثل هذا المشهد نتاجا وطنيا رفع اسم بلادنا عاليا في الداخل والخارج؟ ألا يكمل هذا المشهد صورة البلاد دوليا؟ إن اكبر مفاخرنا هو انجازات هذا الوسط الثقافي الممتد منذ المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وحتى خادم الحرمين نعم نفخر بإنجازات الجهيمان والجاسر والخميس كما نفخر بإنجازات خال، والمحيميد، ورجاء عالم كمثال، إن جلد الوسط الثقافي وشخصنة المعارك الثقافية في هذا الوقت ليس من النبل ولا الإنصاف بل يمثل ردة وانكفاء نحو العبث الطفولي.. العبث الذي يمارسه الطفل المنبوذ تجاه أترابه لعدم إشراكه باللعب معهم ولعزلهم له ولهذا تجده نماما، وكذابا، ومؤذيا، وظالما، يجب أن نتعلم روح الاختلاف الثقافي ومتطلبات هذه الروح. يجب ان نتعلم متطلبات الرؤية الإنسانية للأشياء لكي نتعامل معها من خلال هذه الرؤية أما ركوب الشعارات ومضغها دون التناول الجاد لمتطلباتها فيؤدي إلى تسطيح الرؤية للأشياء عموما وللثقافة خصوصا.