عرف نيكولا ساركوزي (50 سنة) الذي اصبح مساء الخميس الرجل الثاني في الحكومة الفرنسية متوليا فيها من جديد وزارة الداخلية بنشاطه الكبير وشعبيته التي سخرها من اجل هدف واحد هو ان يصبح يوما رئيسا للجمهورية. ويعتبر ساركوزي المصمم على تولي رئاسة الدولة في 2007 الرجل القوي لليمين الفرنسي. وبما انه يفضل توازن القوى فهو من القلائل في الاغلبية الحكومية القادرعلى الوقوف ندا للرئيس جاك شيراك. وبموافقته على العودة الى الحكومة في ظروف صعبة يريد ساركوزي ان يبرهن على انه يعرف كيف يجازف لكنه توصل الى الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للحزب الحاكم الاتحاد من اجل حركة شعبية. ويحب «ساركو» كما يدعوه المقربون منه، التحديات ويتمتع بحيوية كبيرة كما تبين لدى توليه وزارتي الداخلية والاقتصاد. وقد تدخل الرجل الذي يرى فيه خصومه انه «لا يشبع ولا يقنع» في شؤون زملائه الوزراء فكان يهتم بالتربية عندما كان في الداخلية وبالديانة عندما كان في الاقتصاد. وهو يبدي بوضوح رغبته في ان يصبح رئيس الدولة المقبل وان اثار هذا الطموح حزازات مع اصدقاء جاك شيراك الذين يرون في ذلك انتهاكا لسلطته. وفي 2003 انتهك ساركوزي احد محرمات معسكره عندما اعترف خلال برنامج تلفزيوني انه يفكر باستمرارفي الرئاسة وليس فقط «عندما يحلق ذقنه صباحا» في عبارة اصبحت مشهورة. ويرى اصدقاء واعداء ساركوزي الذي ولد في باريس من اب مجري لجأ الى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، انه الاكثر جرأة بينهم ويبدو وكأن لا شيء يمكن ان يوقفه. وهو يعبر عن شعوره بالفخر في ابداء رأيه بوضوح ولديه «ارادة من حديد». ولم يبد ساكوزي ضعفا الا في مناسبة فريدة من بينها عندما تحدث بصوت منخفض في برنامج تلفزيوني عن «مشاكله الزوجية» مع قرينته سيسيليا التي كانت حتى حينها الى جانبه. وقبل ذلك لم يبد ساركوزي ابدا اي ضعف لا خلال فترة ابعاده عن الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية في 1995 التي اختار ان يدعم خلال حملتها الانتخابية ادواربالادور بدلا من شيراك ولا خلال هزيمته النكراء في الانتخابات الاوروبية في 1999. ومنذ بضعة اشهر تخلى ساركوزي عن السخرية من شيراك بعد ان كان ييقوم بذلك بشكل يكاد يكون صبيانيا. فخلال زيارة اجراها الى احدى الدول الاسيوية سخر ساركوزي من الثقافة اليابانية ورياضة «السومو» (المصارعون اليابانيون) التي يحبها الرئيس شيراك مؤكدا انها «ليست رياضة مثقفين». وقد نجح ساركوزي الذي يفرض حضوره بقوة في وسائل الاعلام بفضل قدرات لا شك فيهاعلى الدعاية وتعبئة محيطه بفاعلية واخلاص، في ابراز اقل تحركاته عندما كان في الحكومة او في رئاسة الحزب الحاكم. وتثير هذه النزعة الشديدة الى الظهور في وسائل الاعلام استياء في معسكره لكن استطلاعات الرأي تثبت باستمرار ان هذا الرجل الطموح يعتبر اكثر السياسيين الفرنسيين شعبية.