غالباً لكل أداة أو تقنية وجه حسن ووجه سيء، والمحدد الرئيس لذلك هو سلوك الإنسان نفسه، فالإناء قد تشرب به مشروباً مباحاً وقد تستخدمه استخداماً ضاراً، والفيديو قد تشاهد من خلاله فيلماً وثائقياً أو تعليمياً، وفي نفس الوقت قد يستخدم استخداماً غير لائق.. حتى الإنترنت البعض يعتبرها أداة نافعة نفعاً مطلقاً، وفي الحقيقة هي غير ذلك، ففيها الخير والشر، ولكن الذي يحدد ذلك هو استخدام الإنسان ذاته، فقد تتصفح من خلال هذه التقنية المواقع النافعة والثقافية، وقد تتواصل مع الأهل والأقارب، وقد تنشر الفائدة عبر المنتديات أو المجموعات البريدية، وفي المقابل يمكن أن تتصفح المواقع الإباحية أو ذات الفكر المنحرف، فليس هناك تقنية يمكن القول عنها إنها خير مطلق. ما هو البالتوك؟ هو برنامج للتواصل عبر الإنترنت باستخدام الكتابة والصوت والصورة (الفيديو)، وقد انطلق لأول مرة عام 1998 ثم بدأ ينتشر ويكتسب شعبية شيئاً فشيئاً حتى أصبح برنامج المحادثة الأول والأشهر، وقد ذكر في موقع البالتوك أن عدد المستخدمين (النشطين) قد جاوز الثلاثة ملايين ونصف. ويمكن للمستخدم أن يستفيد من خدماته مجاناً (مع الموافقة على ظهور الإعلانات) التي تعد أحد أهم موارد الدخل فيه، وإلا فيمكنه التخلص من الإعلانات عندما يشترك بخدمة Paltalk Plus حيث تختفي معها أي إعلانات مزعجة. غرف المحادثة عبر البالتوك: نظراً لأهمية هذا الموضوع فقد خصصت - وعلى مدى شهر تقريباً - من ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً للتنقل عبر غرف البالتوك وسبر أغوار بعضها (كعينات) فرأيت العجب، إذ أن هناك بعض الغرف تجدها مليئة بالمتعة والفائدة، بينما هناك أخرى لا تجد ما يستحق أن تضيع فيها ثانية واحدة. ولكل مجال محبيه حتى الإسفاف، كما أن أي تخصص يمكن أن يخطر على البال سيفاجأ الباحث أن له العديد من الغرف (سواء باللغة العربية أو بغيرها)، والتواصل فيها بمختلف اللغات (نصاً وصوتاً وصورة أيضاً)، هذه الغرف يمكن تصنيفها على أساس اللغة أو الاهتمام أو الإقليم.. وبطبيعة الحال سينصب حديثنا وتركيزنا على الجانب الحسن فقط تاركين السيء لأهله والباحثين عنه. مسابقات.... ثقافة.. تسالي: من الغرف التي تجتذب كل باحث عن الفائدة والثقافة غرفة المسابقات المتميزة سين وجيم (@@Seen o jeem@@) هذه الغرفة يلتقي زوارها مع عدد من الأسئلة تطرح في مجالات مختلفة كعلوم اللغة والأدب (أدب وبلاغة واللغة والتحرير) إضافة إلى أسئلة متفرقة تتناول بعض فروع العلوم الدينية، ومعدل الحضور ما بين 30 - 40 شخصاً. غرفة تداول الأسهم السعودية: إحدى أكثر الغرف - المفيدة - شعبية غرفة تداول الأسهم السعودية Tadawul Alashom S3odiyah يتجمع فيها ما بين 300 إلى 500 شخص يومياً تتضمن هذه الغرفة التوصيات والتحليلات والأخبار المتعلقة بالسوق السعودية عموماً والأسهم على وجه الخصوص، ويتولى الحديث فيها (بالصوت والنص) مجموعة من أصحاب الخبرة والمعرفة في السوق. والتقينا أحد مسؤوليها وذكر أن الغرفة يتولى إدارة النقاشات وإصدار التوصيات فيها كل من الأشخاص المتطوعين ويعملون بكنى وأسماء مستعارة وهم: أبو تركي، الصحراء، أبو حمد، ابو فهد، ماكد، عناد و (فارس القلوب) الذي التقيناه وفضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي حيث أفاد بأن القائمين على القناة جميعهم من ذوي الخبرة والاختصاص ولديهم دورات تخصصية في التحليل المالي، وأنهم يعملون دون مقابل ولا يريدون سوى الدعاء لهم بظهر الغيب، كما أنه لا تترتب أي رسوم أو نفقات على زائري الغرفة والمشاركين فيها، وعند سؤاله عن السلوكيات السلبية التي تحدث في بعض الغرف أفاد بأن الغرفة تتنوع فيها الثقافات والنفسيات ولكن مرتادي القناة تغلب عليهم الجدية والأخلاق العالية. غرف وغرف.. وغرف: هناك العديد من الغرف المختلفة منها الدعوية بعدد من اللغات، كذلك هنالك غرف مخصصة للحوارات المذهبية والعقدية المختلفة، وغرف ذات انتماءات وطنية وتيارات متضاربة.. بمعنى أنك أمام عالم آخر بمختلف اهتماماته وسلوكياته ومشاربه. الأخوات.. والمضايقات: من خلال زيارتي للعديد من الغرف شاهدت العديد من الأسماء النسائية ولا أعلم إن كانت تدل فعلاً على نساء أم لا.. وقد اخترت إحدى الأخوات ترمز لنفسها ب(سمر) فسألتها عما إذا كانت قد تعرضت لأي مضايقات، فقالت: إن السيدة أو الفتاة هي من تحدد سلوك الآخرين معها من خلال اختيارها للغرفة التي تتردد عليها من ناحية، ومدى تقبلها للحديث مع الآخرين عن طريق الخاص من ناحية أخرى، هذا فضلاً عن كونها تستطيع فرض نوعية النقاش معها حتى داخل الغرفة. وبالفعل.. أجد كلامها منطقياً جداً.. إذ أنه من الصعب أن تحادث أحداً قد اختار عدم استقبال أي مكالمات خاصة خارج نطاق الغرفة أو قائمة الأصدقاء، فيبقى الاختيار لنوعية الغرفة هو المحدد الآخر لسلوك المرء، حتى اننا وجدنا صعوبات كبيرة في التحدث مع أغلب مرتادي غرف البالتوك من الجنسين، أضف إلى ذلك أن أغلبهم لا يثق مطلقاً بمن يتحدثون معهم عن طريق الانترنت ولعلهم على حق. سلوكيات مؤسفة: من النادر جداَ أن تدخل غرفة (عامة) دون أن تجد بعض التصرفات العبثية والسلوكيات الغوغائية السيئة التي تعكر - أحياناً - صفو الأجواء على من جاءوا للفائدة وبالرغم من أن هنالك إجراءات حازمة قد تنتهي بالطرد إلا أن متبعي هذه السلوكيات - وبكل أسف - أكثر من أن تتم السيطرة عليهم أو أنهم يعودون من جديد بأسماء جديدة. غرفة فريق المساعدة: هناك فرق دعم فني لمساعدة المستخدمين والرد على استفساراتهم حول استخدام البالتوك وإصداراته بحسب لغاتهم، فريق المساعدة العربي يتواجد في غرفة اسمها ARABIC HELP وحتى وإن لم يكن لديك أسئلة يستحسن دخول هذه الغرفة ساعة على الأقل وقراءة ملفات التعليمات والتوصيات التي تعرض بشكل آلي كل دقيقة تقريباً البعض منها يتضمن وصايا تتعلق بالأمن والحماية أثناء استخدامك هذا البرنامج. وقد توجهنا لأحد المشرفين في هذه الغرفة فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي ويرمز لنفسه باسم (O R F) ببعض الأسئلة عن الدور الذي يقومون به والصلاحيات المخولة لهم فذكر أن دورهم ينحصر في تقديم المساعدة للآخرين ومحاولة حل مشاكلهم البسيطة المتعلقة باستخدامات البرنامج والغرف، وهناك مشاكل يتم رفعها لإدارة البالتوك، وأشار إلى أن عملهم تطوعي ولا يحصلون منه على أي مقابل، كما أضاف أن إدارة البالتوك تهتم بالمستخدمين العرب حيث خصصت لهم أكثر من عشرين مرشداً. مقومات الاستفادة من هذه التقنية: هناك عدة شروط للاستفادة من هذه التقنية وهي جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت (بسرعة مقبولة للحصول على الصوت بدرجة مفهومة) وبرنامج البالتوك Paltalk والذي يمكن الحصول عليه مجاناً من موقعه على الإنترنت www.paltalk.com كما أن أغلب الغرف يمكن الدخول إليها مجاناً دون أي قيود لكن لا تتوفر كافة الإمكانيات المتاحة لكل زائر، ولكن هناك فئات تحظى بمزايا خاصة سنتعرض لها لاحقاً. معلومات مهمة: عندما يدخل الزائر (لأول مرة) سيجد نفسه تائهاً لا يعرف من المتحدث ولا المسؤول خصوصاً إذا كانت الغرفة من الغرف ذات الشعبية العالية، لذلك نود أن نشير إلى بعض الدلائل التي يحتاج لمعرفتها المستخدم. علامة البريد @ والتي تنطق (آت At) هذه تشير إلى مسؤول الغرفة أو مدير الحوار (الأدمن) وهذا هو المسؤول عن النظام داخلها وهو الذي يعطي الإذن بالكلام حسب الأقدمية بالطلب، ولديه الصلاحيات التي تمكنه من أداء وظيفته، والأدمن (عادة يكون) متطوعاً لا ينال أي أجر على ما يقوم به، والحد الأدنى للإداريين واحد أما الحد الأقصى فغير محدد. صورة مكبر الصوت (المايكروفون) تعبر عمن يتحدث الآن، وعند الرغبة في التحدث يجب الضغط على صورة المايكروفون التي في الأسفل والمكتوب عليه req talk بمعنى طلب حديث، فإن سمح للمستخدم بالكلام فسيظهر أمام اسمه علامة المايكروفون، وإلا ستظهر أمامه علامة يد مرفوعة. علامة اليد: تعني أن المستخدم يستأذن للكلام وبالتالي فعندما يأتي دوره يسمح له بذلك. علامة ممنوع الدخول: تعني تعليق المايكروفون سواء لعدم الرغبة في التحدث، أو للتواجد في غرف أخرى في نفس الوقت. علامة الكاميرا: تشير إلى وجود كاميرا فيديو تعمل لتصوير المتحدث أو أي شيء في أرجاء الغرفة التي يتواجد فيها. علامة الساعة: تظهر عندما يقوم المستخدم بكتم صوت المايكروفون. هذا فيما يخص أحداث الغرفة، لكن هناك بعض العلامات المهمة جداً وهي التي تدل على تصنيف الغرف، فمثلاً المنتمية لفئة G هذه عامة شاملة لجميع الأعمار (بما فيها من هم دون سن الرشد) وبالتالي لا يسمح مطلقاً فيها بالبذاءات أو أي محاولات للتحرش بالأعضاء أو إلقاء أي كلمات ذات مضامين غير لائقة. الغرف المنتمية للفئة R مخصصة لمن هم في سن الرشد، ويسمح فيها لغة البالغين. الغرف التي تنتمي للفئة A هذه مخصصة فقط للبالغين ويسمح فيها الخوض بمسائل وأحاديث جنسية. يمنع دخول غير البالغين فيها. الأسماء ومزاياها: عندما يدخل الزائر لإحدى غرف البالتوك سيجد أسماء ملونة ويتساءل.. ترى ما هذه الألوان؟ وما هي مدلولاتها؟ هذه الألوان لها دلالات يعرفها جيداً مرتادو غرف البالتوك والخبراء فيه، وسنحاول أن نضعكم - أعزاءنا - في دائرة المعرفة بإذن الله، فالاسم الأسود للمستخدم العادي، يدخل به كزائر فقط يقرأ ويشارك ويستمع، لكنه سيجد نفسه في الخارج متى ما ارتكب مخالفة أو أراد أحد أصحاب النفوذ التخلص منه لأي سبب من الأسباب وحتى من دون سبب (أحياناً). الاسم الأحمر: أو الصبغة الحمراء - كما يحلو للبعض أن يسميه بها - ترتبط بالإشراف والإدارة، وهي عادة تمنح من الشركة للإداريين والمساعدين الرسميين ولديهم سلطة (شبه مطلقة) بالإدارة والتحكم، وبالتالي فأي اسم أحمر هو من إدارة البالتوك. ومن المزايا التي يحظى بها (وليس كلها): ليس بإمكان أي أحد أن يحظره (يمنعه) ولا يطرده (إلا بإجراءات رسمية من الشركة)، يمكنه حذف اسمه من أي قائمة دون الرجوع لصاحب القائمة، يخول له الاطلاع على معلومات أي عضو، يستطيع أن يحادث أي عضو عن طريق الخاص Private حتى وإن كان العضو قد أغلق هذه الخاصية، يمكنه الدخول متخفياً بحيث لا يلحظ أحد وجوده، ويستطيع إلغاء الاشتراك بشكل مؤقت أو نهائي لأي عضو. الاسم الأزرق: هذا اللون دليل على أن صاحبه مسجل لدى الشركة (أو أحد وكلائها) بشكل رسمي أي أنه دفع رسوماً للحصول على مزايا لا تتوفر للعضوية العادية (قيمته تقدر بحوالي 120 ريالاً كل ثلاثة أشهر)، ومن أبرز المزايا التي ينالها بعد الحصول على هذا اللون (بخلاف التميز): أنه يشاهد الصور الحية بالكاميرا (3 كاميرات متحركة)، أنه يستطيع إضافة أكثر من 500 اسم لقائمة أصدقائه، أنه يمنع الإعلانات المزعجة من الظهور هذا بالإضافة إلى الأوامر الخاصة التي تتاح لمستخدم هذا اللون ومنها الدخول الخفي للغرف. الاسم الأخضر: هذا الاسم يعد أغلى من سابقه (175 ريالاً عن كل ثلاثة أشهر) ويتميز عنه في كثرة الكاميرات وسرعتها، وجودة الصورة فيه تشبه إلى حد بعيد جودة التصوير التلفزيوني، إضافة إلى أن استخدام الكاميرات لا يؤثر على جودة الصوت كما هو الحال مع الأزرق (هذا ما يفيد به العارفون). حجز الغرف: حجز الغرف ليس مجانياً بل بمقابل، حيث إن الحصول على غرفة زرقاء تتسع لعدد 25 مستخدماً تكلف 310 ريالات شهرياً وترتفع القيمة (تصاعدياً) مع عدد المستخدمين حتى تصل إلى مبلغ 2430 ريالاً للغرفة التي تتسع لخمسمائة مستخدم. الأمن والموثوقية في البالتوك: من الأمور التي قد يتساءل المستخدم حولها مسألة الأمان، هذا بطبيعة الحال يعتمد على نوعية الغرفة التي يتم الاشتراك بها، فهناك غرفة يكثر فيها العابثون والمراهقون، وبالتالي يحدث هناك تبادل ملفات، هذه الملفات قد تكون مفخخة بفيروسات أو كائنات تجسس، لذلك من المستحسن عدم استقبال أي ملفات عبر البالتوك، مع الحرص على تركيب أحد البرامج القوية في مجال مكافحة الفيروسات كبرنامج AVG والذي يمكن الحصول على نسخة مجانية منه من موقعه على الإنترنت: free.grisoft.com والاستعانة أيضاً بأحد برامج الكشف عن ملفات التجسس وانتهاك الخصوصية مثل برنامج Ad-Aware وعنوانه الإلكتروني: www.lavasoftusa.com ختاماً.. نتمنى أن نكون قد وفقنا في تغطية هذا الموضوع أو معظم جوانبه بالشكل الذي يرضي قراءنا عنا.. ونشكر كل من تعاون معنا في الخروج بهذه النتائج. [email protected]