حض النظام الكوري الشمالي الشعب على الدفاع عن زعيمه الجديد كيم جونغ اون "حتى الموت"، وذلك في افتتاحية نشرتها الصحافة الرسمية أمس تضمنت الخطوط السياسية العريضة لعام 2012. وجاء في افتتاحية صحيفة رودونغ سينمون الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم وفي صحف رسمية اخرى "الحزب برمته، الجيش بكامله والشعب كله عليهم أن يحملوا القناعة الحازمة نفسها بأنهم سيصبحون حصونا ودروعا بشرية للدفاع عن كيم جونغ اون حتى الموت". وكان تم اعلان كيم جونغ اون، الابن الاصغر لكيم جونغ ايل، "قائدا اعلى" للبلد الشيوعي الخميس الماضي خلفا لوالده الذي اعلنت وفاته في 19 ديسمبر. واعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان كيم جونغ اون تسلم في 8 اكتوبر الماضي "القيادة العليا" للجيش الذي يضم 1,2 مليون جندي ويحتل المرتبة الرابعة في العالم. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان هو جينتاو رئيس الصين الحليفة المهمة الوحيدة لكوريا الشمالية، أرسل "تهانيه الحارة" الى الزعيم الجديد. وحذرت بيونغ يانغ العالم الجمعة من انها لن تغير سياستها في عهد كيم جونغ اون ولن تجري حوارا مع الحكومة الحالية في سيئول. واعلنت لجنة الدفاع الوطني التي تعتبر الهيئة الاكثر نفوذا في البلاد في بيان بثته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية "اننا نعلن رسميا وباعتزاز للمسؤولين السياسيين الاغبياء في العالم بمن فيهم دمى كوريا الجنوبية ان عليهم الا يتوقعوا اي تغيير من جانبنا". كما استبعدت بيونغ يانغ اي امكانية للتفاوض مع حكومة سيئول. وتابعت لجنة الدفاع الوطني "كما سبق وقلنا، ما زلنا نرفض اقامة علاقات مع الخائن لي ميونغ باك وزمرته"، في اشارة الى الرئيس الكوري الجنوبي. وقال يانغ مو جين الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيئول إن الشمال "سيركز لفترة على تعزيز السلطة الجديدة حول كيم جونغ اون" بدلا من تبني سلوك عدواني او الخوض في مفاوضات. واضاف ان "الافتتاحية تدل بوضوح على ان اولوية الشمال هذه السنة هي الابقاء على الوضع القائم بانجاز الانتقال على رأس السلطة". من جهتها، ترى وزارة التوحيد الكورية الجنوبية ان تصريحات بيونغ يانغ "تبقي على السياسة المتبعة اصلا" في عهد كيم جونغ ايل ولا تعطي اي توجه جديد. ويعد المقال الذي نشر أمس في الصحف الكورية الشمالية "بتعزيز" القوات المسلحة ويدعو الولاياتالمتحدة الى سحب جنودها البالغ عددهم 28 الفا و500 من كوريا الجنوبية. لكنه يؤكد ان بيونغ يانغ "ستسعى الى تطوير علاقاتها الودية مع الدول التي تحترم سيادتها". وحددت البلاد هدفا ان تصبح "امة قوية ومزدهرة" في 2012 التي ستحتفل خلالها كوريا الشمالية بذكرى مرور مئة عام على ولادة كيم ايل سونغ (في 15 ابريل) مؤسس كوريا الشمالية والد كيم جونغ ايل وجد كيم جونغ اون. وقالت الافتتاحية "هذه السنة هي السنة التي سيثمر فيها مشروع كيم جونغ ايل تحقيق الرخاء". الا انها اعترفت في الوقت نفسه ان الصعوبات الغذائية تبقى "قضية شائكة". وتحظى الخطوات الاولى للزعيم الجديد الشاب الذي لم يبلغ سن الثلاثين ويفتقر الى الخبرة، باهتمام كبير. وتمثل كوريا الشمالية، وهي قوة نووية، تحديا اساسيا بالنسبة للسياسة الخارجية للصين (الحليف الوحيد ذات الثقل السياسي لبيونغ يانغ) وللولايات المتحدة. الكوريون الشماليون أعلنوا ولاءهم التام للزعيم الجديد مؤكدين دفاعهم عنه «حتى الموت» (رويترز)