وصف الدكتور سعد الصويان أن الحديث عن الفنون الشعبية من منظور قيمة الفنون الشعبية ومدى الاحتفاء بها عند الناس، وما تمثله لدى ابن الجزيرة من عشق جبل عليها وتذوق جمالياتها المختلفة.. متخذاً من أهمية المحافظة على الفنون الشعبية منطلقاً رئيساً لمشاركته في ندوة الندوة الرابعة من فعاليات اليومي الثاني من ملتقى المثقفين السعوديين الثاني، المقامة فعالياته بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بمشاركة الزميل عبدالرحيم الأحمدي، والزميل أحمد الواصل، والدكتور سعد الصويان، التي قدمها وأدار دفة محاورها الدكتور محمد آل زلفة. ومضى د. الصويان في ورقته مستعرضاً الفن الشعبي في جانب (القول) وما يقابله في الشعر الفصيح في عدد من الأبيات عند شعراء العصر الجاهلي بوجه خاص، وما صحب جمال الفن من توظيف جماليات الحياة بدءاً بحياة الرعي في الصحراء إلى فضاء خيالات الشعراء خاصة، وأبنائها عامة، عبر الحياة التي سكنوا تفاصيل جمالها وسكنتهم فيما أمدتهم به من جماليات. ليظل صوت القافلة ممتزجاً بحداء رجال تغنوا بالحياة ونساء تزين بكل ما يزيد فن القول جمالاً في التغني بجماليات الحياة مجتمعة. أما عن ما خصصه الشعراء الشعبيون لجماليات الحياة فذكر د. الصويان، أن الشعراء الشعبيون دونوا كثيرا في شعرهم عن العمق الجمالي ثقافياً عبر ما تميزت به في الحقب التاريخية، ومن خلال ما يمثله موقعها من أهمية اجتمع فيها وعبرها كثير من الفنون المحلية لأهلها رعاة وحداة ومزارعين.. وفي مناسباتهم.. واصفاً جزيرة العرب بأنها جزيرة الفن والطرب والغناء. مؤكداً أن هذا الجانب الفني الشعبي الجمالي جانب مغيب في جماليات الجزيرة العربية التي لا يعرفها الآخرون عن جماليات في الشعري والغناء وأخرى في الرقص، إضافة إلى جماليات الملبس والآنية والبناء وغيرها من شواهد الاهتمام بالذوق الجمالي الذي شاع في حياة أبناء الصحراء. د. محمد آل زلفة أما عبدالرحيم الأحمدي، فقد تحدث عن العديد من الألوان الشعبية في الحجاز، عبر فلسفة الغناء في المجتمع الحجازي خاصة والمجتمعي في الجزيرة العربية بوجه عام. مستعرضاً الغناء من حيث كونه شكلاً من أشكال التعبير، وتطوره من طور التعبير إلى الهروب من القلق وشتات الذهن والترنم بالشعر ضمن أدوار أدائية من مجتمع إلى آخر. مما ظهر عبره الغناء بشكل أكثر هوية له مغنين ومغنيات احترفوا الأداء الغنائي بوجه خاص. وقال الأحمدي: ارتبط الغناء بالعديد من العلاقات الاجتماعية التي اتخذت وظائف هامة في حياة الكائن الحي نباتاً أو حيواناً أو إنساناً لما يثيره من حيوية في الكائن الحي عامة والإنسان خاصة، لكونه ارتبط بالجوانب النفسية المختلفة عند الإنسان من حالات نفسية يتخذ من الغناء مخرجاً للهم والقلق والعناء من مواقف الحياة التي تلم به. ممثلاً بالعديد من الفنون الشعبية التي جاء منها الخبيتي والهجيني التي وصفها المحاضر بأن هذين الفنين وغيرهما نشأت تلقائية مصاحبة للمجتمع وحياته. واختتم الأحمدي مشاركته بالحديث عن محور عن ثقافة الغناء متخذاً من فنون الغناء عربياً ومحلياً مدخلاً إلى الحديث عن شيوع ثقافة الغناء وشيوع فنونها من جيل إلى جيل، وما شاع من تنامي الفنون الشعبية من مجتمع محلي إلى آخر، ما أدى إلى ظهور متناغمات من الفنون الغنائية والأشكال الأدائية في الغناء والموسيقى لدى المجتمعات التي سكنت الجزيرة العربية. مؤكداً أن هناك تأخرا عن فهم واقعية وتاريخ الفن الغنائي الذي دخل ثقافة تتوجس منه، والنظر إليه من خلال أحادية جعلت المجتمع ينصرف عن فنه وغنائه ورقصه إلى فن ورقص وافد. مؤكداً فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، الذين وصف أغلب جهودهم بأنها مما يغلب عليه اجتهاد من لا يملك خبرة وثقافة كافية بما يمتلكه تراثنا من أغاني البحارة والرعاة والمزارعين. الأمر الذي غيب حضور هذه الفنون وطرائق أدائها في المجتمع المتعطش إلى فنه وموروثه الشعبي. أحمد الواصل أعقب ذلك مشاركة للزميل أحمد الواصل الذي تحدث عن "الفنون تتحدى الزمن: نحو ذاكرة الغناء السعودي المستمرة" واصفاً الفنون من هذا المنظور بما تمثله الآلات الموسيقية المكتشفة عبر العصور من امتداد تاريخ الغناء في حياة الشعوب. مستعرضاً مكونات الفنون الأساسي منها والفرعي. واقفاً من خلال العرض المرئي على تفاصيل النوعين وما يتبعها من جزئيات. ومضى الواصل في عرضه عن تحدي الفنون جمع فيه بين الجانب التراثي والجانب العلمي المعاصر من جوانب مختلفة جغرافية وسياسية واجتماعية واقتصادية وتقنية. مستعرضاً العديد من الأمثلة كالشاعر ابن لعبون، وما شهدنه حياته من تطور من حيث الأداء، وشهاب الدين الحجازي الذي ترك إرثاً غنائياً كبيراً، ومحمد سعيد كمال. مستعرضاً جملة أخرى من الأمثلة في الحجاز والمنطقة الشرقية. د. سعد الصويان أما عن مراحل الغناء السعودي، فقد تتبعها المحاضر من بوابة مدرسة موسيقى الجيش، وفرقة موسيقى التلفزيون السعودي. معرجاً على ما وجد من تسجيلات سبقت تلك الفترة. مقسماً مرحلة الغناء السعودي إلى أربع مراحل تمثلت في مرحلة التسجيلات الأولى، وثانية تمثل انطلاق الفنانين والإذاعة الرسمية، ومرحلة ثالثة تجسد انتشار الأغنية السعودية، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة التي وصفها الواصل بأنها مرحلة عولمة الغناء العربي، مختتماً مشاركته بأن الموسيقى أداة بقدر ما هي فن تخفف الفقر والصراع وتنمح البهجة والارتياح النفسي والثقة.