إذا صحت الادعاءات فإن نحو نصف مجتمع رجال الاعمال الاسرائيلي يتجسس على النصف الاخر. فاللاعبون الاساسيون في بعض أكثر قطاعات الاقتصاد ربحية مثل قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الاعلام (الميديا) الالكترونية واستيراد السيارات والمياه المعدنية متورطون فيما تصفه الشرطة أكبر قضية تجسس صناعية في تاريخ الكيان الاسرائيلي المزروع في ارض فلسطين العربية. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية هذا الاسبوع - بعد تحقيقات سرية استمرت على مدى شهور - أنها اعتقلت 7 من كبار المسؤولين التنفيذيين في 7 شركات إسرائيلية كبرى و 11 محققاً خاصاً يتردد أنهم زرعوا ملفات تجسس في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركات منافسة لمعرفة اسرارها. وتضم قائمة المؤسسات المتورطة كبرى شركات الهاتف المحمول (بيليفون) و(سيلكوم) وشركة (ييس) أكبر الشركات العاملة في مجال تقديم خدمات قنوات التليفزيون الفضائية وشركة لاستيراد السيارات وكبرى شركات تنقية المياه وجميعها مشتبه في قيامها بالتجسس على منافسيها الرئيسيين. وأضيفت إلى القائمة خلال الايام القليلة الماضية شركة كبرى للطلاء (سلسلة أطل بنفسك) وشركة الهاتف الاسرائيلية (بيزيك). واستخدمت الشركات المشتبه فيها خدمات نفس شركات التحقيق الخاصة الثلاث التي اشترت برنامج كمبيوتر (تروجان هورس) للتجسس من خبير إسرائيلي من أصل ألماني يعيش في لندن. واعتقل الرجل ويدعى مايكل هافراتي وزوجته روث الاسبوع الماضي وقدمت الشرطة طلب تسلم. واكتشفت الشرطة عملية التجسس الواسعة عندما قدم زوجان مؤلفان إسرائيليان شكوى اثر اكتشافهما مقتطفات من كتاب لهما لم ينشر مخزنة في وحدة التخزين الخاصة بهما على الانترنت. وشك الزوجان امنون وفاردا جاكونت في زوج ابنتهما السابق هافراتي الذي كانا على علاقة سيئة معه منذ تطليقه لابنتهما. وكتب الزوجان في صحيفة «يديعوت أحرونوت» واصفين كيف أنه قيل لهما ألا يتوقعا نتائج كبيرة من الشكوى بيد أنهما تلقيا ذات مساء مكالمة هاتفية تحثهما على التوجه إلى مخفر الشرطة. ولدهشتهما اكتشف الزوجان طابعة تخرج مئات الصفحات تحتوي على وثائق سرية خاصة. واكتشفت الوثائق على عدة أجهزة أجنبية لتوفير خدمة الانترنت كانا يخزنان عليها وذلك إلى جانب عشرات الملفات السرية التي يتردد أنها سرقت من أكثر من 80 جهاز كمبيوتر آخر. وتمتلك شركات إسرائيلية نحو نصف أجهزة الكمبيوتر التي تم التجسس عليها فيما لم يتم التعرف على هوية الجهات الاخرى. ولا يزال حجم الفضيحة يزداد اتساعا حيث تكتشف شركات إسرائيلية جديدة أزعجتها التقارير الخاصة بالقضية أنها أيضا استهدفت من قبل (تروجان هورس) وكذلك مع قيام الشرطة بالتعرف على مزيد من الملفات على أجهزة تقديم خدمات الانترنت الاجنبية. وصرح ضباط شاركوا في التحقيقات لوسائل الاعلام الاسرائيلية أن هناك شركات دولية معروفة أيضا تم التجسس عليها. ولكنهم رفضوا أن يحددوا أسماء تلك الشركات قائلين أنهم لم يبلغوها بعد.