تواصل أسعار الحليب المخصص للأطفال تفاوتا واضحا في أسعارها من صيدلية الى آخرى ووتيرة غلاء متدرج ومبالغ به ، وصل الى أكثر من 50% في اقل من عام في بعض الأصناف ، كما أن الغلاء سمة شملت كل أنواع الحليب من دول أوروبا وغيرها من الدول التي تستورد منها المملكة ، والغريب في هذا الشأن أن مسئولين في عدد من شركات الأدوية ووكلاء موزعين لمختلف أصناف الحليب يرجعون هذا التذبذب والغلاء الى تذبذب سعر « اليورو والدولار « في الوقت الذي أكد عدد من الصيادلة ، أنهم عدلوا أسعار حليب الأطفال بشكل خاص في الأسبوع المنصرم أكثر من مرة ، حسب توجيهات تصل بالهاتف من إدارة الصيدلية ، إذا كانت تتبع لمجموعة ، وتقف خلفها إدارة رئيسية ، واحياناً لايسعفهم الوقت حتى إرسال إيميل أو فاكس . ولا تفوت الصيدليات التي تتبع لشخص واحد ، أو بمعنى آخر ليست لها فروع الفرصة ، حيث أنها تقف على خط النار ،وتتلقف في وقت قياسي متغيرات الأسعار وترفعها ، واذا فاتها المكسب اليوم ، فبالطبع لن يفوتها غداً . الكثير من المواطنين يؤكدون أن أسعار الصيدليات ، غريبة في سرعة الارتفاع ، وفي شبه الاتفاق على الغلاء ، فمثلاً عندما تجد حليب للأطفال من اسم معين وبحجم 400 غرام يصل الى 35 ريالا ، حيث ارتفع 5 ريالات في اقل من شهر ، تجد تفاوتا لا يزيد عن ريال ، بين كل صيدلية ، وأخرى مما يؤكد أن هذه الأسعار ليست بسب غلاء المصدر فقط ، بل يوجد تلاعب ، والغريب في الأمر أن هناك عبوات من نفس النوع ونفس التاريخ ، ومضت على صلاحيتها سنة ، أي أنها بالمستودعات المحلية ، ثم يرجعون الغلاء لمتغيرات عالمية ، لاتصل بهذا السرعة ، وكأن الحليب في بورصة خاصة يتابعها المختصون لدينا من أصحاب شركات الأدوية وموزعي عبوات الحليب والوكلاء المحليين ، وإذا صدقنا أنها بورصة ، فلماذا تسير وفق الارتفاع ، ولا ترضخ لمؤثرات الانخفاض كما هو حال جميع بورصات العالم . التلاعب بحليب الأطفال شأن لا يرضى به احد ، فهو تلاعب بوجبة رئيسة لأطفال في السنتين الأوليين من العمر ، البدائل لديهم شبه معدومة ، فمن يحاسبهم وينتصر لأطفالنا .