حين تأتي الرؤية النقدية نابعة من روح شاعر تكون هذه الرؤية أقرب إلى فهم النص الشعري واستكناه واقعه وأجوائه وتكون هذه الرؤية النقدية أيضاً مفعمة بالصدق وتتجاوز حدود النص وتتسرب إلى مكنونه. ذلك ما تجده في كتاب (القصيدة وتحولات مفهوم الكتابة) للناقد والشاعر الأستاذ محمد الحرز الصادر حديثاً عن نادي الجوف الأدبي حيث يتجلى فيه الناقد الحرز استنطاق المشهد الشعري الحديث وإبراز مفهوم النص الشعري عند أكثر من شاعر والوقوف عند تأملات الشعراء مع الحياة والتجارب الشعرية العربية، كما يضع مشرطه النقدي – بحرفية – على قضايا هامة تمس جوهر الشعر في المملكة. يقول الناقد المعروف الدكتور سعد البازعي في مقدمته لهذا الكتاب: في هذا الكتاب يتضح أن الحرز معني في المقام الأول بالمحلي من المشهد الشعري، لكن عنايته لا تنسيه أن المشهد المحلي جزء من المشهد العربي، لذا فإن مقاربته للقصيدة السعودية تأتي في سياق وعي نقدي / شعري بالمشهد العربي الذي يرى تفاعلاته هنا وهناك سواء في بدايات الحداثة أم في ما تطورت إليه في التسعينات من القرن الماضي. وجملة هذه الفصول والمقالات التي أنطوى عليها الكتاب تدور في فلك القصيدة الجديدة التي أنطلقت شرارتها بوضوح في سبعينات القرن الماضي وتشكلت ملامحها في عقد الثمانينات وانطلقت في تسعينياته قصيدة النثر. من أهم مواضيع الكتاب هذه الفصول:إشكالية الحداثة الشعرية المحلية إعادة صياغة ورسم معالم أولية، الشعر بوصفه تجربة حياة، المشهد الشعري: المسار والتاريخ، الشاعر ومدينته: الأحساء نموذجاً، مفهوم الصراع بين المبدع وذاته، حول الشعر والكتابة الإبداعية، مجرد تأملات حول الأزمنة والشعر، الحداثة ومسألة التجديد في الأدب، القصيدة التي لم تقطع صلتها بالحياة، قصيدة النثر العربية: معضلة إنتاج الحياة والجسد.