كان عنوان الجلسة الختامية في مؤتمر الفكر العربي 10 "ماذا بعد الربيع"؟ علامة استفهام للمرحلة الحالية والمقبلة في الساحتين العربية والعالمية؟"، التي طرحت عدة تساؤلات حول اسم الربيع العربي، وحول هل فعلا الشعوب العربية مهيأة للانتقال الى ما بعد الربيع. من خلال الجلسات والمداخلات، اختلفت مع بعض المتحدثين على اسم (الربيع العربي).. ففي بداية الثورات العربية والأحداث غير المتوقعة وغير المسبوقة كان فعلا هناك بداية للربيع العربي الذي كان مبدؤه القضاء على الديكتاتورية. ولكن اليوم أين نحن؟ هل ما يحصل اليوم يسمى الربيع العربي كما يزعم الكثير، أم ربيع الدم ربيع القتل ربيع الخراب.. وربيع الفوضى، أسماء كثيرة لكن بالتأكيد ذات مضمون واحد. في البداية سلكنا الخط الصحيح ولكن في وسط الطريق بدأنا في خلط الأمور وعدم التفكير نتيجة ما نجحنا به في البداية.. النجاح لا يستمر دائما من غير تخطيط وتفكير واستراتيجية، من غير التفكير أن ليس كل الشعوب على مختلف الأوطان ومختلف الطبقات مهيأة للانتقال أو تمتلك الوعي الكافي الذي يهيؤها ويساعدها على العيش حياة كريمة مستمرة. من يضمن أن الأوضاع في المنطقة العربية، سوف تتغير نحو الأفضل بعد زلزال هذا الربيع العربي الذي ما زال يضرب دولا في المنطقة العربية؟ فالمشهد الحالي غائم على الرغم من هذا الاحتفال الشعبي التي تعيشه الشعوب العربية الحالمة بالتغيير والديمقراطية. اذ ينبغي على هذه الشعوب التي صنعت هذه الثورات في بلادها، أن تعي وتدرك أن ما حصل ليس بالسهل وأن مقبل الأيام ربما يكون أخطر بكثير من الذي مضى.. فالهدم عادة ما يكون سريعا وسهلا، أما استثمار هذه الثورات ونتائجها فربما يكون صعبا وشاقا وخاصة في عالمنا العربي. نحن لسنا أفضل من الحكام والدكتاتوريين، فهم من الشعب ومن أبناء جلدتنا في عالمنا العربي فثقافتنا واحدة وان اختلفت نسبيا، من هنا علينا أن نثقف أنفسنا وعقولنا بثقافة التغيير نحو الأفضل حتى نتميز ونثبت لأنفسنا ولحكامنا وللعالم، أننا نستحق التغيير والإصلاح والديمقراطية بعيدا عن التطرف والثأر والانتقام. والأوضاع التي تمر بها الآن الدول العربية أوضاع مأساوية تفتقر الى الإستراتيجية العلمية المستقبلية المدروسة. تساؤلات: - هل ستحمل المرحلة المقبلة تغيرات جذرية؟ - هل ستنقل الشعوب إلى حقبة سياسية، واقتصادية، واجتماعية وفكرية جديدة؟ - أم ستكون مجرد امتداد لمرحلة ما قبل الربيع العربي؟ نشكر مؤتمر (الفكر العربي 10) أن طرح هذه التساؤلات وبدأ بالمبادرة لمحاولة ايجاد أجوبة وليس جوابا واحدا، لكن.. ما زلنا في خوض البحث والوصول الى جواب وحل، ولكن على الأقل بدأت المبادرة. كما قال سمو الأمير خالد الفيصل في ختام المؤتمر، اختلفنا في اسم "الربيع العربي" ولكن اعتبر أنه بدأ الآن الفكر العربي بالتفكير.