يشهد العالم اليوم اهتماماً متزايداً بتفعيل دور الجامعات في تنمية وخدمة مجتمعاتها المحلية ، ففي الوقت الذي تحاول فيه العديد من المجتمعات والمنظمات الدولية والمحلية الوصول إلى الآليات الصحيحة والناجعة لمقابلة تحديات العصر، وحل المشكلات التي تواجهها، وتحقق التنمية الحضارية الشاملة فيها ، في هذا الوقت - وسط هذا الاهتمام المتزايد- يظهر جدل حول العلاقة بين الجامعات والمجتمع ، ويحدث اختلاف في وجهات النظر حول التعليم العالي، وما له من أهداف وأولويات، وما يربطه بالمجتمع من علاقات في مختلف الخدمات التعليمية والبحثية التي يقدمها ، وهذا يدعونا إلى البحث في الفلسفة والأهداف والآليات التي ينطلق منها مفهوم خدمة المجتمع في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. وهذا - بلاشك - يدعو الجامعات إلى تدعيم مبدأ الشراكات المجتمعية في المجالات المختلفة ، من خلال عدد من السبل ، لعل من أهمها :استضافة قيادات العمل المؤسسي في القطاعات الحكومية والخاصة وممثليها وأبناء المجتمع للتعريف بأدوارهم المختلفة في خدمة المجتمع، والتنمية المحلية ،ورسم الخطط المشتركة الرامية لتنمية الموارد البشرية ،بما يتفق مع المجالات التخصصية المختلفة ،واحتياجات سوق العمل المتجددة . بالإضافة إلى عقد اتفاقيات شراكة مع الجهات ذات الاهتمام المشترك في ميادين بناء برامج التأهيل والتدريب المجتمعي ، وأيضاً بناء شراكات بحثية وتدريبية لدعم المؤسسات الحكومية والخاصة في أداء رسالتها في مجال الخدمة والتنمية المجتمعية ، بالإضافة - كذلك - إلى عقد الدورات التدريبية المتخصصة المبنية في ضوء احتياجات أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة وتقديم الخدمات لاستشارية المتبادلة . ولما كانت الأمانة جسيمة والهدف واحداً بين الجامعة والمجتمع - كانت الحاجة داعية إلى تحفيز القدرات وشحذ الهمم وتضافر الجهود، وتبادل الخبرات، وتطوير الإمكانات والمهارات والأداءات، للتأكيد على الهدف المشترك ، والمواءمة بين المتطلبات والمخرجات وتنمية العلاقة القائمة أملاً في تحقيق الانسجام المأمول بين رسالة الجامعة وأهدافها من جانب وبين أهداف المجتمع وحاجاته المتجددة من جانب آخر . ويعكس هذا التوجه في عقد هذه الحلقات المباركة من النقاش مع أبناء المجتمع وقياداته حرص جامعة حائل على أداء رسالتها السامية نحو مجتمعها بكل كفاءة وأمانة وصدق سعياً للإسهام بدور فاعل في خطط التنمية الحالية والمستقبلية للوطن الغالي. * وكيل جامعة حائل للتطوير الاكاديمي وخدمة المجتمع