مما يسجل بفخر واعتزاز ، وبمداد من ذهب ، عناية ولاة أمر هذه البلاد المباركة بالقرآن الكريم ، والاهتمام به ، وخدمته ، وتكريم أهله ، وطباعته ، ونشره ، وقبل ذلك العمل به ، فقد كان هذا نهج المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وسار على نهجه أبناؤه البررة الملوك سعود ، وفيصل ، وخالد ، وفهد رحمهم الله جميعاً . ونحن نعيش أجواء المسابقة القرآنية الكبرى ، مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية ، التي تعقد في رحاب المسجد الحرام ، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، والمتابع لجهوده في مجال العمل الإسلامي ، يعلم ما يوليه حفظه الله من عناية فائقة بكتاب الله الكريم ، ويتضح ذلك جلياً في توجيهاته المستمرة ، ووصاياه الحكيمة ، وأولها خطابه الأول ، حينما أكد أن القرآن الكريم هو دستور هذه الدولة ، وأن التمسك بأحكامه ، وتعاليمه سيبقى كما هو منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه . ومن السنن الحميدة لمقامه الكريم حفظه الله افتتاح مجلسه بالقرآن الكريم ، وتفسيره ، كما هي عادة الملك عبدالعزيز رحمه الله ، ومن جهوده ، واهتمامه بكتاب الله تعالى ، توجيهاته السديدة ، ودعوته إلى الوحدة والتصافي والتحابب ونسيان السابق ، وفتح صفحة جديدة ، وسلامة النية والتمسك بالعقيدة السليمة ، ومحاسبة النفس ، والدعم والرعاية المستمر لكل ما يخدم القرآن الكريم وأهله. والعناية بالقرآن الكريم هي جزء من الاهتمام العام له لخادم الحرمين الشريفين بهذا الأساس العظيم لديننا الإسلامي ، فهو يؤمن بأن القرآن الكريم هو خير منهج للتربية الصالحة التي ينبثق أقوم وأعدل عناصر التربية بدءاً بالإيمان بالله ، وانتهاء بسلوكيات الفرد والمجتمع من الأخلاق الفاضلة، لأن القرآن الكريم يؤدب الإنسان ، ويعوده على سلوكيات عظيمة نافعة للفرد والمجتمع ، كالإخلاص في العمل ، والصدق في القول ، والأمانة في الأداء . ولأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدرك الأهمية العظمى للقرآن الكريم في حياة الأمة ، فهو حريص كل الحرص على العناية به ، والاهتمام به ، ضمن اهتمام عام لكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين قاطبة