ذكرت وسائل إعلام تركية امس أن تحسين بوركوغلو ، السفير التركي في العاصمة الفرنسية باريس ، غادر فرنسا لأجل غير مسمى عائدا إلى بلاده. وقالت وكالة أنباء «اناضول « التركية إن من المنتظر أن يصل بوركوغلو إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة للتشاور في وقت لاحق . يأتي ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس ان بلاده ستسحب سفيرها من باريس وانها ستقطع الاتصالات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع فرنسا. جاء الإعلان بعد مرور يوم على إقرار الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) مشروع قانون يقضي بتجريم انكار وقوع ابادة جماعية تعرض لها الأرمن على يد الأتراك العثمانيين في الفترة من عام 1915 وحتى عام 1918. واتهم اردوغان امس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باللعب على مشاعر «كراهية المسلم والتركي» وفرنسا بارتكاب ابادة في الجزائر في رد فعل على تبني فرنسا قانونا يجرم انكار «ابادة» الارمن. وقال اردوغان في مؤتمر في اسطنبول ان «الرئيس الفرنسي ساركوزي بدأ السعي لمكاسب انتخابية باستخدام مشاعر كراهية المسلم والتركي» في فرنسا. أردوغان: الرئيس الفرنسي يلعب على مشاعر «كراهية المسلم» وساركوزي يرد : لا نتلقى دروساً من أحد واضاف اردوغان «ان هذا التصويت الذي وقع في فرنسا حيث يعيش نحو خمسة ملايين مسلم، اظهر بوضوح الحدود الخطرة الذي بلغتها العنصرية والتمييز وكراهية المسلمين في فرنسا واوروبا». ودعا اردوغان فرنسا الى ان تتحمل المسؤولية عن ماضيها الاستعماري. وقال «تقدر ب 15 بالمئة من سكان الجزائر نسبة الجزائريين الذين تم اغتيالهم من قبل الفرنسيين بداية من 1945. هذه ابادة» في اشارة الى اعمال عنف ارتكبت خلال معركة استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي بين 1945 و1962. واضاف اردوغان «اذا كان الرئيس الفرنسي لا يعرف انه حصلت ابادة فانه يمكنه ان يسال والده بال ساركوزي (..) الذي كان خدم في الجزائر في اربعينات القرن الماضي». وتابع «انا على يقين انه (بال ساركوزي) لديه الكثير من الامور ليقولها لابنه بشان المجازر التي ارتكبها الفرنسيون في الجزائر». من جانبه طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة من تركيا احترام «قناعات» كل طرف . وقال ساركوزي في تصريح صحافي ببراغ حيث يشارك في تشييع جنازة الرئيس التشيكي الاسبق فاتيسلاف هافل «احترم قناعات اصدقائنا الاتراك، انه بلد كبير، وحضارة كبيرة، وعليهم احترام قناعاتنا» في المقابل. واضاف ساركوزي «ان فرنسا لا تعطي دروسا لاحد لكنها لا تعتزم تلقي دروس» في المقابل. وقال ساركوزي «ان فرنسا تحدد سياستها بشكل سيادي» معتبرا انه «يتعين في كل الظروف الحفاظ على برودة الدم والهدوء».