فاجعة صباح الخميس الموافق 6/1/1433ه لا تزال بذاكرتي حين حاولت أمي أن تمهد لنا أسوأ مخاوفنا وهي انتقال جدتي لأبي مريم بنت عبدالله آل طالب إلى رحمة الله - ماما مريم - أحبتنا بكل ما يحمل قلبها المتعب من قوة، وتذكرتنا فرداً فرداً وهي على فراش الموت، وظلت تسأل عن أخي - مسافر رده الله لنا سالماً - حتى ذرفت عينا أبي، إلى أن استودعتنا جسدها واستودعنا الله روحها، لا يزال كلٌ منا عاجزاً عن استيعاب فقدنا لها، ولا تزال عقولنا تعتقد أننا سنراها مرةً أخرى، أو هذا ما نتمناه مع إيماننا بقضاء الله وقدره، كم أحسد من كان حولها ليلة وفاتها، كم أتمنى أنني قبلتها، استنشقت رائحتها، وأشبعت عيني بالنظر إلى محياها قبل إن يشهد الجميع وداعها. (شلونك يَمّي) وكلمات أخرى اعتدت على سماعها كل ما هاتفتها لأسأل عن أحوالها. لاتزال صورتها في مخيلتي - رحمها الله - ولا تزال عيناي تدمعان حزناً على فراقها.. قد تكون فارقت دنيانا لكنها لم تفارق قلبي، لحقت برفيق دربها، جدي - بابا زيد - بعد خمسةَ عشر عاما من وفاته جمعهما الله معاً في جنات النعيم. لا املك في هذه الأيام العصيبة إلا إن أتضرع إلى الله أن يجبر مُصاب أبي وأعمامي وعماتي وإخواني، وأخص بالذكر أخي باسم الذي لم يقدر له بأن يشهد جنازتها، وكذلك أحفادها جميعاً، سائلة الله أن لا يفجعني بأمي وأبي، وان يطيل بعمرهما وان يرزقني الله برهما وراضاهما، وان يتغمد الله فقيدتنا بواسع رحمته، وان يسكنها فسيح جناته، وأن يبدلها داراً خيراً من دارها، وان يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وان يجازيها بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفوا وغفرانا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.