وداعا اخي زياد وداعا أبا طارق ، هذا الموت الذي لا يعرف صغيرا او كبيرا صحيحا او مريضا ، كنت ملء السمع والبصر .... جاء الخبر كالصاعقة ذهبت في مهمة الى الخارج على ان تعود بعد يومين لاستكمال مسؤولياتك التي تنتظرك وهي كثر تقوم بكل عمل تكلف به بكل جد ومسؤولية، عرفتك منذ عشرين عاما وعملنا سوياً ، تؤدي أعمالك بصمت بعيدا عن الأضواء والإعلام ، يشهد كل من عمل معك على إخلاصك وتفانيك ويؤكد كل من تعامل معك على لطفك وكرم أخلاقك وحسن معشرك ، طوال مده عملنا سويا لم أرك في يوم غاضبا او مكفهرا او عابسا كانت ابتسامتك تغطي محياك ، كنت طيبا نعم كنت طيبا طيبا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ،كنت تتحمل الضيم الذي نادرا مايحدث لك ، كنت تعفو عمن أساء لك .كنت سليم القلب صافي النية وهذه الصفات قليلة في هذا الزمن.بذلت كل جهدك في مختلف المسؤوليات التي كلفت بها في الوزارة كنت لا تستنكف ما تكلف به حتي لو كان عملا صغيرا كنت تؤديه بنفس الإخلاص والجد الذي تؤدي به الجليل من الاعمال والمسؤوليات اشتركت وشاركت في الكثير من اللجان المهمه لامجال لحصرها هنا مثلت الوطن في عدد من مجالس الإدارات واللجان الدولية .كانت من آخر مساهماتك عملك المخلص في انشاء ومتابعة اعمال المعهد التقني السعودي لخدمات البترول ،كنت نعم المعين في إنجاز هذا العمل الذي نفخر به جميعا . وانت تعمل كنت تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار وعندي في هذا قصص ووقائع مختلفة لا أظنك تود نشرها .لقد فقدتك يا زياد وكان فقدك عظيما ،لقد حزنت عليك حزنا لا يقاس ، لقد صدق من قال رب اخ لك لم تلده امك . وكما قال الشاعر : يمضى اخوك فلا تلقى له خلفا والمال بعد ذهاب المال يكتسب ماذا اقول وانا لم استطع ان اكتب هذه الخواطر دفعة واحدة بل في عدة ايام ،وهل هذه الكلمات تفيك حقك . وهل هذه الكلمات تعبر عن كل ما يجول في وجداني ، وهل خففت من حزني ،كلا كلا. ولكن غيض من فيض . رأيت الحزن واثر الفاجعة على وجوه الجميع قرأت ذلك في عيونهم قبل ان يعبروا عنها بألسنتهم برقيات عديدة ورسائل ازدحمت بها جميع الأجهزة ،العديد قدموا من بعيد ليشاركوا في الصلاة ... والعزاء . اما الأقربون ماذا اقول لهم ،الشيخ حمود والدك، كل الحزن في قلبه ولكن حزن المؤمن فهو يكرر دائماً إنا لله وانا اليه راجعون .كنت نعم الابن البار الذي أحطت والديك بكل الرعاية والحنان حتي انتقلت الوالدة الى رحمه الله وظللت ترعى والدك حتى آخر لحظة وقبل رحلتك الاخيرة كنت توصي زوجتك الوفية المؤمنة بوالدك ،كأنك كنت تستشعر النهاية ...... ماذا اقول لابنائك وبناتك أعجز عن التعبير الا ان أدعو الله ان يلهمكم الصبر وجميل العزاء وان تكونوا خير خلف لخير سلف وأن تستمروا بالدعاء له دائما وابدا، انتم تفخرون دائماً بأنكم أبناء وبنات زياد. وأقول لأخوة زياد انتم اشبه به وانتم أبناء الشيخ حمود وانتم فخر الرجال ستكونون بكل تأكيد خير من يرعى أبنائه وبناته ، حفظكم الله جميعا وأسبغ عليكم الصبر والسلوان .انا لله وانا اليه راجعون. رحمك الله يازياد واسبغ عليك حلل الرضوان ورفعك فى اعلى الجنان. * المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية