في يوم الثلاثاء الماضي هناك خبران في هذه الجريدة، ربما يؤسسان لثقافة جديدة فيما يتعلق بالإنجاز والشفافية والمحاسبة، وعقاب المتهاون أو المتلاعب بمهام الوظيفة العامة، الأول منهما يخص أملنا القادم في كوكبة مبتعثينا، وجاء على لسان وكيل وزارة التعليم العالي للبعثات الدكتور عبدالله الموسى وهو الرجل المعروف في الوسط الأكاديمي بالمبادرة في مجاله حيث التأسيس لكلية الحاسب الآلي في جامعته ، والمشهود له مسلكيا ومهنيا بالتميز المستمر عبر عمادته وأبحاثه وكتبه العديدة؛ حيث ذكر أن وزارة التعليم العالي اتخذت قرارا إداريا بفصل 20 موظفاً في الملحقيات الثقافية التابعة لسفارات المملكة في الخارج بعد أن ثبت تقاعسهم عن أداء عملهم تجاه الطلبة المبتعثين ، وكما اعترف بقصور بعض الملحقيات في أداء واجبها تجاه أبنائنا، فإن حراكا ايجابيا مبهرا للبعض الآخر كملحقية أمريكا وملحقها الدكتور محمد العيسى ذي التوجه الوطني الصرف بعيدا عن حسابات الآخرين، وما قد يثار من تبعات النجاح وتضحياته ، في أبوة حرص ، وحنو حزم ، وثقة أداء يندر وجودها في زمن التغيير وصلاحيات الطموح، ورسالة وظيفة النفع العام ، وتطلع الخاص المشروع . ويبدو أن الصورة في منتهى الجمال والوضوح مادام أن هناك أكثر من 18000 مبتعث تم تخريجهم حتى الآن وحتى الوصول بمشيئة الله إلى 200000 بنهاية المرحلة العاشرة وتخريج 50000 طالب من أفضل 500 جامعة على مستوى العالم إلى جانب تخريج 10000 طالب من أفضل 100 جامعة في العالم سعياً للنوع مع الكم . وكذا استحداث قسم خاص للتميز بعد أن حصل 250 طالباً على براءات اختراع وتميز عالمي ببحوث واختراعات مسجلة ومنشورة في مجلات علمية عالمية معترف بها ، الأمر الذي يبشر بنجاح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أصبح محط تساؤل وإعجاب عالمي حيث قامت باحثتان من نيوزيلندا وأمريكا بإجراء دراسة بحثية حول البرنامج ونتائجه وانخفاض نسبة الإخفاق في البرنامج التي لا تتجاوز 7% فقط وهي نسبة مقبولة جدا في مشروع تنموي ضخم كهذا. والخبر الثاني يخص جرحنا الغائر في كارثة سيول جدة حيث عقدت أمس في ديوان المظالم جلسة لمتابعة النظر في قضية 4 متهمين بالكارثة وتحديد يوم الأربعاء الثاني من شهر صفر القادم للنطق بالحكم . والأكيد أن الخبرين من خلال القراءة المتأملة لتفاصيلهما المنشورة والمنتظرة يبشران ببداية جميلة ، لواقع يحتاج ، ولغد يأمل ، في حياة وتنمية ورفاه أمثل .