أنهى يوم أمس وزراء الثقافة للدول الإسلامية مؤتمرهم السابع بالعاصمة الجزائر بالاعتماد الرسمي لآليات تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الخاصة بالحوار بين أتباع الديانات والثقافات.. حيث أشاد المشاركون بما اعتبروه في بيانهم الختامي " جودة الوثيقة " التي اقترحتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسيسكو " وشكّلت واحدة من أهم الوثائق التي تمحور حولها نقاش الخبراء والمسؤولين على مدى يومين كاملين . وشددّ وزراء ثقافة أزيد من 24 بلدا عربيا وإسلاميا على ضرورة أن تعمل جهات الاختصاص على مستوى الأيسيسكو والهيئات الإقليمية والدولية المتخصصة إلى تكثيف الجهود من أجل تفعيل المقترحات التي تتضمنها المبادرة والآليات التنفيذية التي سطرتها.. موجهين دعوة خاصة إلى المملكة العربية السعودية عبر وزارتها للثقافة من أجل رفع هذه الوثيقة إلى الجهات المشرفة على رعايتها من أجل تبنيها والعمل على ترويج مضامينها وتفعيل مقترحاتها واعتبارها " خارطة طريق لتحقيق مقاصدها ". وفي تصريح ل " الرياض " فور الإعلان عن اعتماد المبادرة، قال نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر: إن المشاركين في اجتماع الجزائر لم يعتمدوا مبادرة خادم الحرمين الشريفين بل اعتمدوا آليات تنفيذ المبادرة.. موضحا أن المبادرة لم تقدّم للاعتماد ولا المناقشة وأن ما فعلته الأسيسيكو هو اقتراح مشروع وثيقة حول المبادرة تتحدث عن آليات إعلامية و ثقافية لتنفيذها.. مشيرا إلى أن ورقة عمل المملكة في اجتماع الجزائر كانت تصّب في عمق الوثيقة على اعتبار أن الأخيرة وثيقة إنسانية صدرت عن رجل يحمل همّ الاسلام والمسلمين وبالتالي لا بد ان نعمل على ترجمة هذه المبادرة واقعاً بآليات تضاعف من حظوظ نجاحها.. وبأن توصيات المؤتمر السابع لوزراء الثقافة في الدول الإسلامية سترفع إلى الدورة الثامنة لوزراء الثقافة التي ستحتضنها المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية العام 2013 . وبشأن مآل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للتقارب بين أتباع الأديان والثقافات ومصيرها بعد مؤتمر الجزائر بالأخص وأنها تأتي لتنضاف إلى مبادرات أخرى اقترحت فيما مضى تدعو إلى تحالف الحضارات وتقارب الثقافات أكّد د. الجاسر على أن مشروع وثيقة المبادرة وكذا مشروع القرار الخاص بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي سيتم الاهتمام بهما بشكل خاص.. موضحا بأن المملكة تستعد لتنظيم مؤتمر يضم نخبة من الإعلاميين والمثقفين العرب ستطرح فيه لتكوين بعض الأقلام الصحفية العربية من داخل المملكة وخارجها للتصدي لظاهرة التخويف من الإسلام بالشكل الذي يمكّنهم من التعاطي الأمثل مع قضايا الاسلام والمسلمين ومواجهة حملات التشويه للإسلام والحضارة الإسلامية، وسيصل التكوين إعلاميين غربيين من خارج الدول الإسلامية وإعلاميين مسلمين من داخل الدول الإسلامية " . وقد اختتمت فعاليات المؤتمر السابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية بتقليد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبدالعزيز بن عثمان التويجري بوسام الأثير، وهو أعلى وسام استحقاق يمنحه الرئيس بوتفليقة لأهم الشخصيات الثقافية والفكرية والسياسية من داخل الجزائر وخارجها.. كما تسّلم التويجري الوسام من يد الرجل الثاني في الدولة، عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، الغرفة التشريعية العليا، في حفل حضره ضيوف الجزائر من المشاركين في مؤتمر الايسيسكو وممثلي السلك الدبلوماسي فضلا عن إعلاميين عرب وأجانب. أما البيان الختامي للطبعة السابعة لوزراء الثقافة للدول الإسلامية فقد تضمن تنويها خاصا بوثيقتين استراتيجيتين تم اعتمادهما في اجتماع الجزائر تتعلق الوثيقة الأولى ب " الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي " وتتصل الثانية ب " برنامج العمل الخاص للرّد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والحضارة الإسلامية " عبر منهاج اعتمدته المنظمة يقضي بتكوين الصحفيين والإعلاميين داخل العالم الإسلامي وخارجه لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا.