إن التربية عملية اجتماعية هادفة ومستمرة مع الفرد منذ ولادته وحتى موته. تتحقق من خلال مؤسسات تربوية متنوعة بهدف إعداد الإنسان للحياة والعمل على إثبات تفاعله وتكيفه المطلوب مع مجتمعه الذي يعيش فيه فيكون هنا التأثير والتأثر. وتعتبر هذه المؤسسات التربوية بمثابة الأوساط والتنظيمات التي تسعى المجتمعات إليها كي تنقل من خلالها ثقافتها وتطور حضارتهاوتحقق أهدافها وغاياتها التربوية ومن هذه المؤسسات في المجتمع الإسلامي (الأسرة - المدرسة - المسجد - وسائل الإعالم - النوادي - المكتبات العامة - جماعات الرفاق). سأتناول تلك المؤسسات في سلسلة من المقالات بايضاح أدوارها في التربية المجتمعية للفرد في المجتمع عامة والمجتمع السعودي خاصة، فالأسرة في المجتمع السعودي لها خصوصية بالأهداف والأساليب التربوية الاجتماعية مثلاً الفرد يأخذ عن أسرته العقيدة - الأخلاق - الأفكار - العادات - التقاليد وغير ذلك من السلوكيات الايجابية أو السلبية. ولكي تؤدي الأسرة وظائفها الأساسية والمتمثلة في (تحقيق عوامل السكون النفسي والطمأنينة - حسن تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة والمكتملة الجوانب - إكساب أعضاء الأسرة الخبرات الأساسية والمهارات اللازمة لتحقيق التكيف والتفاعل المطلوب في الحياة) على أكمل وجه لذا لا بد أن تكون هناك برامج تثقيفية وتوعوية تتضافر بها جهود التربويين وأخصائيي علم النفس لتوجيه الأسرة الصغيرة قبل تنشئتها وتتماثل في أهمية الفحص الصحي المعمول به في الوقت الحاضر كشرط لعقد النكاح فتكون تلك البرامج شرطا أساسيا يلتحق بها المقدمون على الزواج من النساء والرجال. بحيث تتناول موضوعات ضرورية لبناء الأسرة على أسس صحيحة، كما يتم اعتماد بعض من المراكز الاستشارية الأسرية للقيام بتلك المهمة في جميع المناطق، واستثمار الوسائل الإعلامية لنشر ثقافة أهمية التربية المجتمعية للفرد والمجتمع وتعتبر تلك الخطوة إجراء وقائياً قبل تشكيل تلك النواة التي تعتبر وحدة بناء المجتمع والتي بدورها تساعد على التقليل من المآسي الأسرية ولعل أهمها زيادة نسبة الطلاق وتشتت الأبناء في مجتمعنا بشكل ملحوظ. رسالة قصيرة: الحياة هدية احتضنها، الحياة جمال تغن بها، الحياة هدف حققه، الحياة فرصة اغتنمها، ومهمة أنجزها.