اعتبر الأستاذ عبدالرحمن بن ساير العواد الشمري المستشار في شؤون الأسرة في مشروع ابن باز، أن الإجازة الصيفية من أهم الأمور التي لابد أن تتنبه إليها الأسر، لما لها أهمية كبيرة في قضية التماسك الأسري. وبين أن الاهتمام بالأسرة والعناية بها من القضايا الهامة لكل المجتمعات على حدٍّ سواء، حيث تمثل الأسرة نواة المجتمع، وعدها معيارًا مهمًا لتقدم المجتمعات البشرية، ومساعدتها على رفع مستواها التفاعلي فيما بين أفرادها بعضهم البعض وفيما بينها وبين المجتمع، واعتبرها أحد الأنظمة الاجتماعية التي تمارس تأثيرها على أفرادها منذ بداية ولادتهم ويستمر طيلة فتًة حياتهم. وأضاف أن الأسرة خلال دورة حياتها تتعرض للعديد من التأثيرات الاجتماعية. وقال أن هذه التأثيرات تشكل سلوك المولود وطريقة تفكيره، والتي اعتبرها ومن الوظائف الأساسية المنوطة بالأسرة والتي تكسبها أهمية كبيرة ومتميزة عن غيرها من الأنظمة هي أساليب تنشئة أفرادها وما يتضمنه ذلك من تفاعل يستمر طيلة فتًة حياتهم. وقال"الشمري": لو استشعر أفراد مجتمعنا السعودي هذا الأمر، واجتهدت كل أسرة في تصفية الأنفس فيما بينهم وابتعدوا عن منابت الصراع واجتهدوا في الاجتماع والتقارب ومارسوا ذلك عن وعي كامل فإن هذا من شأنه أن يحقق لهم المزيد من التقارب والتماسك، وبين إن التماسك الأسري له دور كبير في الحياة العائلية، إذ أنه يعمل على سلامة الحياة فيما بين الزوجين وأولادهما، وهو الذي يضمن قدرًا من التفاعلات الايجابية، ويقوي الروابط فيما بين الأسرة ويجعلها صفًا واحدًا ضد ما قد يصيبها من معوقات أو انحرافات، وتسد كل طريق قد يؤدي إلى حدوثِ عوقٍ في النسق الأُسري. وبين أن الأسرة تتعرض خلال دورة حياتها لتأثيرات متعددة ومختلفة الذي يشكل سلوك المولود وطريقة تفكيره. وأوضح أن التماسك الأسري شعور بالتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة بحيث يزيد التعاطف والتفاهم والألفة والتفاعل فيما بينهم الأمر الذي يترتب عليه احترام وثقة متبادلة وبعد عن مواطن التوتر والصراع وما يصاحبهما، وإن حصل فيمكن السيطرة عليه بدرجة كبيرة، وتصبح الأسرة قادرة على إدارة أحداثها اليومية. وذكر أن التنشئة الأسرية مجموعة القيم والطرق والأساليب والمهارات والمعلومات التي تحصّل عليها الزوجين من أبويهما والوسط الذي نشأ فيه خلال فترة الطفولة، ولها دورا كبيرا في تشكيل بُنية الزوجين الاجتماعية والثقافية والفكرية الأمر الذي يجعلنا نؤمن بأنَّ ما يصدر من تفاعلات بين الزوجين خلال مسيرة حياتهما إنما مرجعها إلى تلك القاعدة التي تم تأسيسها خلال فترة تنشئتهما. وبين أن التنشئة الأسرية و(التماسك) الأمر الذي من شأنه أن يبقي العلاقة الزوجية ويجعلها مستمرة وليس ذلك وحسب، بل ويمدها بقدر من الطاقة المتوازية والمتوازنة بما يحقق لهم قدر من التقارب والتجاذب فيما بينهم. وأكد "الشمري" على افراد الأسرة بضرورة الاهتمام بأساليب التنشئة الأسرية لاسيما الإيجابية منها وخاصة الآباء والأمهات، إضافة إلى استحضار معاني التراحم والتواد والمحبة في محيط الأسرة إلى جانب الطرق التًربوية المتاحة في كتابنا الكريم والسنة لتحقق أعلى درجات التماسك الأسري. وأوصى وزارة التربية والتعليم أن تدرج في الكتب الدراسية دروسا عن التماسك الأسري ودوره الوقائي في الحياة وكذلك التنشئة الأسرية ودورها الحيوي والفعال، كما دعا الجهات الإعلامية ووزارة التًربية والتعليم وبكافة المؤسسات ذات الاهتمام بالتنشئة الاجتهاد في بذل مزيد من الجهود للتعريف بأهمية التماسك الأسري.