حصلت روسيا اخيراً على الموافقة النهائية الجمعة من جانب منظمة التجارية العالمية للانضمام اليها بعد امد قياسي دام 18 عاما من تقديم موسكو طلب الانضمام للمنظمة. فقد اعطى وزراء تجارة الدول الاعضاء في المنظمة التي تضم 153 عضوا الموافقة الثانية والنهائية لانضمام روسيا لتضم المنظمة آخر اقتصاد ضخم في العالم لم يكن من بين اعضائها. وسيكون امام البرلمان الروسي حتى الخامس عشر من حزيران/يونيو 2012 للتصديق على المعاهدة وادخالها حيز التنفيذ. غير ان ماكسيم مدفيدكوف كبير مفاوضي موسكو في شأن الانضمام للمنظمة قال في وقت سابق انه يتوقع التصديق على معاهدة الانضمام "في مطلع العام المقبل". ومن جانبه قال باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية "انها لحظة تاريخية بالنسبة للاتحاد الروسي ولمنظومتنا الدولية المتقيدة بقواعد، بعد ماراثون استمر 18 عاما". واضاف لامي "ما يتعين ان نعرفه عن الماراثونات هو ان الميل الاخير يكون الاسوأ والاصعب ولكن احب اللحظات هي مع اجتياز خط النهاية وهو ما فعلناه اليوم". ووصف لامي انضمام روسيا بأنه يحمل منفعة للطرفين، لروسيا ولمنظمة التجارة، قائلا إن الانضمام يمنح روسيا "علامة الجودة للمنظمة التجارية الدولية" وبانضمام موسكو ستكون المنظمة "قد غطت 97 بالمائة من تجارة العالم". وتابع "بتنا قاب قوسين او ادنى من التغطية الشاملة للتجارة العالمية". كما وجه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف رسالة شكر لبلدان المنظمة قال: فيها ان انضمام روسيا اليها حدث "سيعود بالنفع على روسيا وعلى شركائها في المستقبل". وتابع إن انضمام روسيا يأتي بعد "مفاوضات طويلة وشاقة"، مشيرا الى ان انضمام بلاده للمنظمة يجري في فترة "حاسمة بالنسبة للاقتصاد العالمي.. اذ يتعين علينا مواصلة تحرير الاقتصاد استنادا الى منظومة من القواعد الواضحة والموحدة". واضاف الرئيس الروسي "يتعين تطوير نظام اقتصادي عادل وفاعل وتعزيز الهيئات متعددة الاطراف" مؤكدا استعداد بلاده "الاسهام ما امكنها" في هذا المسعى". وقال ايغور شوفالوف النائب الاول لرئاسة الوزراء الروسية مشيرا الى ما تشهده جنيف من "رياح التغيير -- التغيير للافضل" مرحبا بانضمام بلاده للمنظمة. وكانت روسيا تقدمت بطلب للانضمام الى المنظمة في عام 1993 غير ان المحادثات بشأن انضمامها طالت كما ادت الحرب قصيرة الاجل التي خاضتها في جورجيا في 2008 الى تأخير الطلب الروسي. وهي اطول فترة فاوض فيها بلد لانضمامه للمنظمة، وكان قد تعين على الصين الانتظار 15 عاما من المفاوضات من اجل الانضمام للمنظمة. وقد اجتازت موسكو عقبتها الاخيرة من اجل الانضمام للمنظمة حينما توصلت الى اتفاق في تشرين الثاني/نوفمبر مع جورجيا آخر المعارضين لانضمامها، حيث كان بإمكان جورجيا استخدام فيتو لرفض اي طلب انضمام للمنظمة بحكم انتمائها لعضويتها.