شدّد خبير تربوي على خطورة تجاهل احتياجات المراهقين والشباب من قبل أولياء أمورهم، مشدداً على أهمية رعاية تلك الاحتياجات وتفهمها بشكل يتماشى وطبيعة الحياة اليوم. وقال "عبدالعزيز بن فهد الريس" أخصائي اجتماعي وخبير تربوي: إن طبيعة الحياة قد اختلفت كثيراً، وأن متطلبات هذا الجيل قد تغيرت بشكل يجب أن يدركه كل أب وكل أم، من أجل الحفاظ على توازن ما يمنح للشاب من مصروف مع ما يحتاجه بالفعل، مضيفاً أن الأجيال السابقة لم تكن في حاجة إلى المال في مراحل المراهقة وبدايات الشباب كما هي اليوم، مذكراً الآباء بمرحلة يوم كانوا طلاباً، مطالباً إياهم أن يقارنوا احتياجاتهم بما يواجهه أبناؤهم اليوم من متطلبات فرضتها طبيعة الحياة المدنية الحديثة، مشيراً إلى أن أقصى هموم أولياء الأمور في الأجيال السابقة من الطلاب كان توفير وجبة الفسحة، لكن الطلاب اليوم يريدون أجهزة "البلاك بيري" و"بطاقات الشحن"، وكذلك مصروف يفي بتناول المراهق وجبة في أحد المطاعم ليتباهى أمام زملائه بذلك. عبدالعزيز الريس وشدد على أن هذه المتطلبات فرضتها طبيعة الحياة وتحول المجتمع، مضيفاً: "يجب على أولياء الأمور أن يتقبلوها بصدر رحب"، مبيناً أن الحرمان من مصروف متوازن للطالب يجعله يشعر بأنه أقل من أقرانه، وهذا الشعور يدفعه أحياناً كثيرة إلى تعويض ذلك الحرمان، ما يجعله في أحيان كثيرة يسلك منحنى سلبياً مدفوعاً بعاطفية صبيانية يصعب السيطرة عليها، ذاكراً أنه وخلال مسيرته في مجال التربية والتعليم وتنقله بين كثير من المدارس في أحياء مختلفة وطبقات اجتماعية متباينة، لاحظ أن الحرمان يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانزلاق في مزالق أخلاقية وجنائية تؤثر في حياة الطالب تأثيراً سلبياً. وقال: لقد فقدنا طلاباً كانوا متفوقين، قضوا زهرة شبابهم في دور الأحداث، وفي السجون، جراء شعورهم بالحرمان الذي دفعهم بدوره إلى ارتكاب أعمال مشينة، مبيناً أن الآباء الذين يحرمون أبنائهم من مصروف الجيب، أو يقننونه بشكل لا يتجاوز وجبة "الفسحة" يرتكبون خطأً كبيراً، مشيراً إلى أن تأمين الأساسيات التي تجعل الطالب لا يشعر بالحرمان، ولا يشعر أنه أقل من غيره، بات من ضروريات حياة الطلاب اليوم، موضحاً أن المدارس مجتمع خاص يقارن بين الطلاب بعضهم بعضاً، ويمارس بعضهم ضغطاً نفسياً على بعض آخر من خلال تأكيد حقيقة حرمانهم، وكذلك التباهي أمامهم بشكل يبعث على الاستفزاز، مؤكداً أن حرمان المراهق من الأمور التي باتت عادية اليوم ومن حقه أن يستمتع بها يؤثر في علاقة الاب بابنه بشكل أو بآخر.