للمزارع الهندي شريباتي نانا جادهاف أسباب وجيهة كي يكون مغرما بالفراولة.. فقد مولت بناء منزله البسيط الشاسع المساحة قرب محطة بانتشجاني الجبلية بغرب البلاد وسمحت له بإلحاق أبنائه الأربعة بالجامعة. ظل جادهاف يزرع الفراولة لأكثر من 30 عاما مستغلا الطقس المعتدل وقال المزارع البالغ من العمر 62 عاما وهو يجلس على فراش في منزله يحتسي الشاي "الأرباح التي جنيتها من الفراولة ساعدتني على جعل أبنائي الذكور الثلاثة مهندسين." ومضى يقول "في البداية قمت ببناء غرفة وعندما بدأت الفراولة تحقق لي أرباحا وسعت منزلي من خلال بناء غرف (إضافية)." والهند واحدة من أكبر الدول المنتجة للقمح والأرز والذرة لكن إنتاجها لا يذكر في السوق العالمية من الفراولة إذ يبلغ إنتاجها أكثر من أربعة ملايين طن سنويا بينما الولاياتالمتحدة هي أكبر منتج وواحدة من أكبر المستهلكين في العالم. ومن أسباب الإنتاج المحدود للهند من هذه النوعية من الفاكهة قلة المناطق التي بها مناخ معتدل وأيضا لأن نقلها يمثل صعوبة بالغة في ظل الطرق المليئة بالحفر والاختناقات المرورية وشبكة السكك الحديدية التي لا يعتمد عليها. وقال جادهاف "طوال أكثر من 30 عاما ظللت أزرع الفراولة. ظل هذا المحصول يعطيني بشكل متواصل أرباحا طيبة.. أفضل من محاصيل أخرى مثل القمح والأرز والخضر." وشهد إنتاج الفراولة في الهند ما يشبه الثورة عام 1992 مع إدخال بذور من كاليفورنيا مما حسن من إنتاج المحصول وجودة الثمار. كما تحسن الري. ويقول كريشنا بهيلاري نائب رئيس رابطة عموم الهند لزارعي الفراولة إن زيادة شعبية الفراولة في الهند مسألة وقت فقط لدى الهنود الذين يشتهرون بولعهم بكل ما هو حلو المذاق لكن بالنسبة للفراولة حتى الآن فإن كل ما يفعلوه هو استخدامها في المربى للسائحين حتى يتناولونها على خبز التوست. وقال "لم تعد فاكهة غريبة بالنسبة للمستهلكين. إنهم يعرفونها ويريدون أكلها."