أعتقد أن الأسبوع الماضي كان مفصلياً بزخمه! فقد أوردت الصحافة السعودية فيه أربعة أخبار خلال ثلاثة أيام، وأثبتت بحق أنها السلطة الرابعة ! وبدا بلاط صاحبة الجلالة يضرب مجددا بقوة طغمة الفساد! الخبر الأول هو قضية الفساد التي طالت فرع الشؤون الإسلامية في المدينة والتي تقدر قيمة التلاعب فيها ب400 مليون ريال من ميزانية صيانة المساجد ! وثاني الأخبار كان الغرامة التي أوقعتها الحكومة على شركة بتروكيماويات كانت تهرب النفط السعودي إلى أوربا لعدة سنوات! فقد كانت تشتري النفط بأسعار شبه رمزية بحجة استخدامه للتصنيع ومن ثم تقوم بتهريبه وبيعه لأوربا بالسعر العالمي! ومع أن قيمة الغرامة اقل من فداحة الجرم ومن أرباحهم إلا أنها بداية المحاسبة لتلك الأنواع من الغش. الخبر الثالث هو تغريم رجل أعمال أكثر من 30مليون ريال والذي كانت شركته تشرف على النظافة والصيانة في مكة بسبب تلاعبه بالتأشيرات والفيز وبيعها! وأيضا حرمانه من إرساء العقود المستقبلية لمدة سنة واحدة فقط ! والغريب انه لم يتم فسخ العقد الحالي ! على العموم شيء خير من لا شيء المهم فضحه وغرامته! الخبر الرابع هو التحقيق مع وكيل وزارة بتهم فساد ب5 ملايين ريال ! هذه الأخبار جاءت في 3 أيام فقط ومجموع الفساد فيها أكثر من نصف مليار ريال! ما يطرح السؤال لو تمت المراقبة والتشديد على الفساد بشدة كل أيام السنة كم حجم الفساد الذي سيكتشف ؟! تقرير الشفافية الدولية وضع المملكة في المرتبة 57متأخرا 7 مراتب عن العام الذي سبقه! وتفسير هيئة الفساد للموضوع غير منطقي حيث انها بررت ذلك بأن بعض الدول الأخرى تقدمت مراتبها! وهل كانت تريد أن تبقى كل الدول على حالها مثلا ! الحركة للأمام من أساسيات الحياة . الغريب في الموضوع أن اياً من القضايا الأربع التي تم كشفها لم يتم بواسطة هيئة مكافحة الفساد بل بواسطة الجهات الرقابية الأخرى ! بينما هيئة مكافحة الفساد أتحفتنا بتصريح عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي من محاسن الصدف كان في نفس الأسبوع . في الوقت الحالي بدأت تضاف إلى مصطلحاتنا اليومية تعبيرات جديدة ولعلي أستعير بعضها من زميلنا العزيز راشد الفوزان مثل (لاهط وزارف وكاحش ولهط فاحش والخ....). والمشكلة الأكبر عندما يكتشف الفساد (يمكن يعاقب الشخص ويمكن لا!) وربما بعض الطبطبة على كتفه ويقال له "لا تعيدها يا شاطر"! وحتى لا يقال إننا نتحامل على هيئة الفساد فإنني أود القول بل على العكس ستكون اسعد أيامنا عندما نراها نشطة! وأنا على استعداد للتطوع مجانا لمساعدتهم قدر ما استطيع. وبعض الكتاب أيضا أبدوا استعدادهم للتطوع منهم راشد الفوزان أعلنها على تويتر واعرف آخرين كثيرين يودون المساعدة ! * مما قيل هذا الأسبوع : تفاجأت كما تفاجأ الجميع بالبيان الذي صدر من بعض الأشخاص بخصوص أحداث القطيف وغيرها! ولا أعتقد أنني رأيت إجماعا على إدانته كما رأيت في هذا البيان! فالطبقة الثقافية السعودية متفقة على رفض المغالطات التي فيه! بدون أدنى شك فإن توقيت الأحداث والشعارات التي رفعت يدل بشكل واضح على الأجندة الخارجية للموضوع ! وسأكون صريحا إن الموضوع جلي كالشمس في رابعة النهار لا ينكره إلا من أراد أن يغلق عينيه عن الرؤية ! وعتبنا وعتب كل من تكلمت معهم من الكتاب والمثقفين على شخص واحد وهو يعرف نفسه! أما البقية فمع احترامي الشديد!! قد يختلف الناس أو يتفقون في أمور معينة لكن كلنا تحت سقف الوطن لذلك رأينا هذا الاستياء الكبير من جميع المثقفين بكل تياراتهم واتجاهاتهم لهذا البيان المشبوه!